التداول بالهامش خطوة مهمة لتطوير الأداء

توقعت قبل أسبوعين أن تحدث بعض الخطوات التي طال انتظارها، والتي سيكون من شأنها -بمرور الوقت- أن تعزز من أحجام التداول في البورصة بطريقة طبيعية، ومن ثم تعمل على استقرار أسعار الأسهم، وأن تدفع المؤشرات بالتالي إلى الارتفاع. والخطوة التي سأتحدث عنها في المقال هي البدء اعتبارًا من اليوم الأحد 2 أكتوبر بتفعيل القرارات المنظمة لآلية التداول بالهامش، فما هي هذه الآلية؟ ومن نظم قواعدها؟ ومن سيفعلها؟ وما تأثيرها المحتمل على تداولات البورصة؟ وهل لهذه الآلية أي إيجابيات أو سلبيات؟ دعونا نتذكر في البداية أن هيئة قطر للأسواق المالية قد أصدرت قبل عامين (أي في 10 سبتمبر 2014) الإطار التنظيمي لنشاط التداول بالهامش، المكون من 20 مادة. وقامت بورصة قطر من جانبها في 10 ديسمبر 2015، بنشر إشعار ينظم القواعد التشغيلية لعمل الهامش، كما قامت شركة قطر للإيداع المركزي بإصدار قواعد التعامل، وآليات إيداع أسهم الهامش. ولأنه لا يكتمل هكذا نشاط إلا بمقدمي الخدمة الذين هم الوسطاء أو شركات الخدمات المالية، فقد تقدم أحدهم وحصل على الترخيص المطلوب.والتداول بالهامش هو قيام الوسيط المرخص له بدفع نسبة من القيمة السوقية للأسهم التي يقوم بشرائها للعميل، بعد توقيع العميل مسبقًا على اتفاقية تنظم هذا العمل. فإذا كانت قيمة السهم 100 ريال والصفقة 1000 سهم، فإن قيمة الصفقة البالغة 100 ألف ريال يدفع العميل 60 ألف ريال منها، ويكمل الوسيط الباقي أو 40 ألف ريال. ويكون ما دفعه العميل هامش أولي، بينما يُطلق على ما يدفعه الوسيط هامش ثانوي. وبذلك يدفع الوسيط ما نسبته 40% من قيمة الصفقة، والمستثمر 60% منها، وتكون نسبة ما قدمه الوسيط أو الممول 66.6% من الهامش الأولى الذي دفعه المستثمر.والتمويل بالهامش معمول به في دول خليجية أخرى كالسوق السعودية وسوق دبي وجميع الأسواق المتطورة، ومن المؤكد أن هنالك مستثمرين على دراية تامة بموضوع التداول بالهامش من خلال تجاربهم مع أسواق أخرى أو اطلاعاتهم وثقافاتهم الشخصية، في حين يتطلب الأمر من الآخرين دراسته بشكل جيد. ويمكن القول باختصار إن من أهم فوائد التمويل بالهامش للمضارب أو المستثمر ترفيع أو زيادة الأرباح المتحققة له. فبمنطق الأشياء عندما تزيد مشترياتك بنسبة 66.6% فإن أرباحك ستزيد بالنسبة نفسها. وقد يحتاج المستثمر إلى التمويل بالهامش لشراء كميات أكبر إذا كان لديه أسهم في السوق العادية وانخفضت أسعارها، فشراء كميات إضافية في سوق التعامل بالهامش قد يكون مفيدًا في تعديل الأوضاع، والخروج من الخسارة. وبالنسبة للبورصة ككل يؤدي استخدام آلية التداول بالهامش إلى زيادة أحجام التداول، وقد يعمل بالتالي على استقطاب مستثمرين جدد.وإذا كان للتداول من مزايا لجهة زيادة الأرباح، فإن له مخاطر تتمثل في زيادة الخسائر إذا لم تكن لدى المستثمر دراية وخبرة في إدارة محفظته، فإذا انخفض السعر فإن الخسارة تزيد بالطريقة نفسها التي أشرنا إليها عند ارتفاع السعر وتحقيق الأرباح. والتداول بالهامش يعكس حالة من التطور والتقدم تحققها هيئة قطر للأسواق المالية وبورصة قطر، في خطة إستراتيجية تحويل سوق المال القطرية إلى منطقة جذب للاستثمارات الإقليمية، ولا يزال هناك الكثير من الأمور التي يمكن تشريعها على أداء البورصة حتى تستحق لقبها "ثاني أكبر البورصات العربية"، والموضوع جيد وجديد يحتاج إلى متابعة في مقالات أخرى قادمة.