03 نوفمبر 2025

تسجيل

كن هكذا حين النقد..

02 أكتوبر 2014

الهدوء وضبط الأعصاب هما سلاحك حين تواجه مواقف النقد ويتعرض لك الناقدون.. إذ مهما كان أحدنا قمة في الأخلاق وضبط الأعصاب، إلا أن احتمالات الخروج عن التماسك كبيرة ، لكن من المهم جداً في مواقف النقد سواء كنت ناقداً أم أنت من يتعرض للنقد ، كنصيحة أسوقها بادئ ذي بدء ، ضرورة الانتباه الى الناحية النفسية والإدراك بأن النقد إذا ما تم توجيهه لشخص ما علناً فهو أشبه بالسب أو التجريح علناً ، لأن الشخص قد يكون عظيماً أمام الناقدين فلا يرد بالمثل ويكتم ويتعالى على الموقف، لكنه يتأثر نفسياً بصورة وأخرى، وهو ما يدركه بعض من تخصص في النيل من نفسيات العظام من البشر، إذ لو لم يتمكن أحدهم من استدراج أولئك العظام لميادين السباب والشتائم ، فلا أقل إذن التأثير على نفسياتهم ومشاعرهم بتلك الأساليب .. فنحن في نهاية الأمر كتل متحركة من الأعصاب والمشاعر ، نؤثر ونتأثر .. مقدمة طويلة نوعاً ما لأقول بأننا غالباً أمام النقد والناقدين نتصرف بطريقتين غير محبذتين، إما أن ننسحب بهدوء من الموقف إلى أن يتوقف الناقد من نفسه تلقائياً وهو فعل أو تصرف غاية في السلبية، أو أن ننفعل وندخل بعنف في الموقف وندافع عن أنفسنا بشكل وآخر، سواء كان أحدنا محقاً أم لا. وهو أسلوب أكثر سلبية بل هو متطرف شديد غير محبذ ولا مقبول. إذن التوسط في التعامل مع مثل هذه المواقف هو المطلوب.. لكن السؤال : كيف؟ لا ننسحب من مواقف النقد إن كان الانسحاب سيؤدي إلى نتائج سلبية، ويترك الأمور معلقة غير واضحة ولا محسومة. بل الأصل أن نواجه النقد بكل عقلانية ومنطقية وهدوء أعصاب، ونضع نصب أعيننا إحقاق الحق ولو كان على حسابنا أو أدى إلى الاعتراف بالخطأ، فالاعتراف بالخطأ فضيلة. وهذا أمر ليس بالسهل على كثيرين أيضاً ، لأنه موقف رجولي يتطلب أخلاق الرجال وعظمتهم. لكن ننسحب من مواقف النقد إن كان مفتعلاً من الناقدين لأهداف محددة سلفاً أو لهوى أو حاجات في النفوس، وخاصة إن كان لا يؤدي الانسحاب إلى سلبيات وأضرار تلحق بالغير. فمثل هذه الانسحابات أعتبرها نوعاً من الترفع والسمو عن أمور دنيا وهوامش لا تسمن ولا تغني من جوع. ولأن الدخول والاستماتة في مواجهة الناقدين أحياناً هو نوع من المهاترات التي لا تفيد أكثر مما تضر وتضيع من الوقت الشيء الكثير. من المهم أخيراً عدم التعامل العنيف مع الناقدين مهما كانوا على درجة من العنف شديدة، فالنار لا يمكن أن نطفئها بنار مثلها، لكن بالماء غالباً.. وغياب عقل الناقد لا يدعوني أن أواجهه بنفس الأسلوب أو المنطق ذاته ، بل أسمو بنفسي وأرتقي عالياً وأتعامل معه بعقلي، فإن ذلك غالباً ما ستكون نتائجه محمودة، والحق سيكون حاضراً، والشيطان يكون حينذاك قد ولى هارباً