04 نوفمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); أفغيدور ليبرمان وزير الخارجية الإسرائيلي من أكثر الصهاينة اليهود وقاحة وحقداً على الفلسطينيين والعرب عموماً، ولن ننسى تهديده بتدمير السد العالي لإغراق مصر بالمياه،.. واليوم يطالب حكومته العنصرية بإنهاء مهمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بمعنى تصفيته على طريقة الرئيس السابق ياسر عرفات، أو لربما بطريقة جهنمية أخرى للتخلص منه وإلى الأبد. ليبرمان قال إن عباس، "ليس شريكا لإسرائيل، وأن أمنه الشخصي، وأمن السلطة الفلسطينية مرتبط بالمساعدات الأمنية الإسرائيلية". واعتبر رئيس حزب العمل الإسرائيلي، يتسحاق هيرتسوغ، أن "خطاب عباس كان كاذبا ومشوها ومثيرا للغضب، ورغم ذلك فإن السلطة الفلسطينية أفضل من حماس"، في إشارة إلى خطاب الرئيس الفلسطيني في الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخرا. إذا ما أضفنا هذه التصريحات العدوانية إلى ما يردّده رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من أن على عباس الاختيار بين السلام مع إسرائيل أو المصالحة مع حماس، نصل إلى ما مفاده بأن الاحتلال يسعى إلى التشكيك في شرعية عباس كرئيس للسلطة الفلسطينية، وبالتالي العودة مجددا إلى "مربع البحث" عن شريك فلسطيني آخر يتوافق مع رؤية إسرائيل لمنظومة هذا "السلام" وحيثياته بما يلائم مشاريع الاستيطان، والانصياع لإملاءات الاحتلال العديدة بعدم الانضمام إلى معاهدة روما، مع أن الرجل للآن لم يخط باتجاه المطالبة بمحاكمة قادة إسرائيل العسكريين والسياسيين كمجرمي حرب أمام محكمة الجنايات الدولية، وهو ما يزال متمسكا بالتنسيق الأمني مع الاحتلال، ويلهث وراء المفاوضات على أمل أن تنصاع إسرائيل يوما وتلتزم بالانسحاب من الأراضي المحتلّة. وفي تفسير الهجمة الإعلامية الإسرائيلية على عباس والسلطة الفلسطينية، تقفز على السطح ثلاثة احتمالات... الأول، أن إسرائيل تريد اإشال سعي عباس لإدانة إسرائيل ومماطلتها في الانصياع لاستحقاقات التسوية السياسية منذ أكثر من ثلاثة وعشرين عاما... والثاني، التأثير على المجتمع الدولي لعدم الخروج بإدانة صريحة لعملية الإبادة الجماعية للمدنيين الفلسطينيين خلال حربها العدوانية على قطاع غزة، وأيضا إدانة التغوّل الاستيطاني... والثالث، إفشال استحقاقات المصالحة بين "الثنائية القطبية" التي تتحكم بالوضع الفلسطيني، وإعادة ترتيب البيت الوطني على قاعدة مقاومة الاحتلال بكافة الأشكال والوسائل. مواقف عباس وسياساته عموما، رغم أنها تحظى بحنق ورفض واضحين من غالبية الشعب الفلسطيني، وحتى خطابه المشار إليه لم يحظ بتفاعل وابتهاج من قواعد حركة فتح، وهذا باعتقادي مؤشر لابد من التعامل معه عند البحث عن تقييم الفعل ورد الفعل لما هو قادم في الأيام المقبلة. نعم ،خطاب الرئيس الفلسطيني في الأمم المتحدة، جاء مغايرا لكل التوقعات، وهو يقول للعالم :"دقت ساعة استقلال دولة فلسطين"، فأغضب الإدارة الأمريكية، التي اعتبرت خطابه "استفزازيا"، وقيل إن عباس مرّر خطابه على البيت الأبيض قبلا وتم انتزاع بعض المطالب الوطنية منه، كما أثار في إسرائيل عاصفة من الاحتجاجات، واعتبروه معاد يالما يسمى السلام . ووفقاً للهجة الردود الإسرائيلية على خطاب عباس، فقد أُسدل عملياً، الستار على إمكانية استئناف المفاوضات مع الوفد الفلسطيني الموحد في القاهرة في الفترة القريبة المقبلة، كما نص اتفاق التهدئة الأخير الذي رعته القاهرة. وبناءً على ما تقدم، فإن نتنياهو، الذي بات يقارب بين حركة "حماس" وتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، ليصل في النهاية إلى ما يفيد بأن إسرائيل لن تتفاوض على استحقاقات اتفاق التهدئة الذي رعته السلطات المصرية مع وفد فلسطيني يضم "إرهابيين". مع ذلك، ما يزال المشهد الإسرائيلي في العموم يشدد على ضرورة عدم التفريط بالتنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية ورئيسها، وعدم تجاهل دورهما في ضبط الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة، لا سيما بعد التصدي ومنع اندلاع التظاهرات هناك خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.