17 سبتمبر 2025
تسجيلتحدث الأستاذ جابر الحرمي عن معاناة الصحف أو الصحفيين تحديداً في منطقتنا الخليجية من الوصول إلى المعلومة الدقيقة والمفيدة للقارئ والمجتمع بشكل عام تلك المعلومة التي تسهم في معالجة الأزمات وتجذب المزيد من المستثمرين لاقتصادياتنا وذلك بسبب سلسلة من المعوقات أو عدم الاهتمام بالتعاون بمهنية مع الصحافة من قبل مؤسسات القطاع الخاص وكان رئيس التحرير يتحدث الأسبوع الماضي أمام حضور منتدى الإعلام الاقتصادي الخليجي 2011 والذي انعقد في مدينة الدمام السعودية مستعرضاً خبرات عقدين من الزمن ومراس مكثف عمقاً واتساعاً للصحافة وهمومها وتطلعاتها قضاها الأستاذ الحرمي في حرم صاحبة الجلالة, أيضاً اتفق متحدثو الجلسة والتي كانت الأخيرة في المنتدى الذي دشن فعالياته وزير الثقافة والإعلام السعودي الدكتور عبدالعزيز خوجه والأستاذ سلطان البازعي وهو رئيس تحرير سابق وإعلامي مخضرم في السعودية مع طرح الأستاذ الحرمي مؤكدين في ختام الجلسة على جانب مهم في مسيرة العمل الصحفي الخليجي متى ما أتيح له القيام بالدور المطلوب تجاه مجتمعات المنطقة وشعوبها وذلك بتأهيل الكادر البشري المحلي المتخصص ليكون للصحافة المحلية دورها في تنوير القارئ الخليجي ومساعدته على فهم مسارات العمل واكتشاف الأزمات مبكراً والمساعدة على تجنبها وحلها أيضاً وقد أكد المتحدثون في عبارة أضحكت الحضور "إن الجود من الموجود" في صحافتنا فليس هناك ثمة من هو متعمق أو متخصص في التحليل الاقتصادي سواء العالمي أو المحلي الملتصق بأسواق الطاقة من نفط وغاز وثقافتها المتنوعة في صحافتنا الخليجية المعتمدة على الخبر وتحليلات الآخرين وفقاً لثقافتهم وميولهم وقد استشهد البازعي لدلالة على هذا الجانب بموقف صادفه إبان زيارة أحد المسؤولين الأجانب لجريدته الذي سأل عن القسم الصحفي المختص بتحليلات النفط فيقول البازعي: لقد تهربت من خجل السؤال بالاعتذار بإجازة مسؤول القسم رغم أن مكاتب الجريدة التي رأس تحريرها لا تبعد سوى بضعة كيلو مترات معدودة عن مركز أهم وأكبر شركات الطاقة في العالم وبذلك فتح البازعي أمام الحضور سؤالاً كبيراً وملحاً وربما مستمراً عن غياب المتخصصين في الاقتصاد وعموم مجالاته عن صحافتنا وإعلامنا مما يبقي حصيلة المتلقي هنا وكل المتابعين لاقتصادياتنا في خانة الرضا بالموجود وتلك معضلة تبقى مهمة الخروج منها في يد أصحاب القرار في دهاليز الصحافة لتأهيل المهتمين وإثراء حصيلتهم المعرفية والمهنية في هذا الجانب ليرقوا إلى مستوى المهنية المواكبة لحجم اقتصاديات المنطقة وحضورها المتصدر في أسواق الطاقة العالمية وحجم التنمية في دولها والزاخر بالمشاريع والاستثمارات العملاقة, فحقاً من المعيب أن تظل صحافتنا المحلية مرتكنة على الخبر أو التحليل المنقول الذي تغيب عنه وجهة النظر المحلية ويغيب عنه أيضاً ملمح الاستقراء المحلي الذي يغذي نهم المتلقي بالمفيد والنافع في إدارة شؤونه واستثماراته ولا أدل على ذلك سوى بالإشارة إلى ملامح الأزمة الاقتصادية العالمية الراهنة التي تلازم اقتصاديات العالم, فأين نحن منها وماذا تحمل لنا واقتصادياتنا في طياتها أم سنظل في مواجهة تبعاتها فقط دون فهم أو استرشاد محلي وذلك تساؤل يقرن بسؤال البحث عن المختصين ومستوى تأهيلهم للمهمة وهو ما نطرحه هنا أمام أصحاب القرار ونؤكد على ضرورة التأهيل فيه، أعود إلى أطروحة الأستاذ الحرمي المتمثلة في غياب وعي التفاعل مع الصحفيين وتغييب المعلومة عنهم من أصحاب القرار في الشركات المحلية الكبرى ممن لا يقتنعون بأهمية الشراكة والتواصل مع جهات الإعلام من أجل تحرير المعلومة أمام المتلقي خدمة للاقتصاد وتجاوزاً للأزمات بل ويلاحظ أحياناً استحداث العراقيل والمعطلات أمام المهمة الصحفية في رغبة القيام بدورها كما يجب خدمة للقارئ المحلي ومصداقية صحافة المنطقة وشفافيتها، وقد دلل الأستاذ الحرمي على الموقف بالعديد من الشواهد الحية التي يأمل من واقع خبراته ومراسه أن تعمم ثقافة التفاعل بين المعنيين في القطاع الخاص مع رجال الإعلام تحقيقاً لمرحلة أكثر حضورا ونهضة للإعلام الاقتصادي الخليجي. [email protected]