12 سبتمبر 2025

تسجيل

جامعة قطر توجه «إنذارات» للصحفيين !

02 أكتوبر 2005

بعد الانذارات التي رفعتها جامعة قطر إلى أكثر من 600 طالب وطالبة، ثم منحت هذه الشريحة فرصة اخيرة لتعديل أوضاعهم، جاء الدور على الصحفيين ليتلقوا «انذارات»، ولكن هذه المرة من قبل مديرة ادارة العلاقات الخارجية بالجامعة! ففي أول لقاء لها مع عدد من مندوبي الصحف الذين يقومون بمتابعة أنشطة جامعة قطر، تحدثت بإسهاب عن ضرورة التعاون فيما بين هذه المؤسسات الاعلامية والجامعة، وهو أمر نؤكد عليه، ويمثل غاية في الاهمية، إلا أن ما حز في النفس ان تتحول مديرة العلاقات الخارجية بالجامعة الى سلطة «رقابية» على الصحف، عندما طلبت في اجتماعها إشعار إدارتها بأي موضوع ينشر في الصحافة، وهو أمر في غاية الغرابة. وليس هذا فقط، بل انها أشارت إلى أن من لم يلتزم من الصحفيين الذين يقومون بتغطية الجامعة بهذه «التعليمات»، فانه سيتم توجيه «انذار» له، يعقبه بعد ثلاثة «انذارات» فصله - عفوا - الطلب من جريدته تغييره!! لم أكن أتوقع أن يصدر مثل هذه «التلميحات» أو «الانذارات» من مسؤولة تتولى منصب له علاقة بالاعلام والرأي العام، في صرح تعليمي نكن له كل الاحترام والتقدير، ويمثل مصنعا لرجال الغد. اذا لم تكن الجامعة تتقبل الرأي والرأي الآخر، فمن اذن يمكن ان يتقبل ذلك؟ نحن نوجه اللوم إلى البعض من وزارات ومؤسسات الدولة لكونها تتحسس كثيرا من اي انتقاد يوجه لها، أو خبر «غير مرغوب فيه» ينشر عنها.. ولكن بهذه «الانذارات» التي تحدثت عنها مديرة العلاقات الخارجية تكون الجامعة قد دخلت على «الخط»، وهو أمر ما كنا نتوقعه أبدا من جامعة قطر، التي يفترض انها تعلِّم طلبتها الرأي والرأي الآخر، وتتقبل النقد الموضوعي بكل رحابة صدر، بعيدا عن التوجس منه، بل يفترض فيها خلق بيئة تعلم الحوار المفتوح، والديمقراطية الحرة، والدفع بطلبتها وطالباتها للاعلان عن آرائهم بكل حرية وموضوعية. الجامعة - باعتبارها مرحلة مكملة في مسيرة التعليم - هي الأساس في ترسيخ مبدأ الحوار المباشر، وتقبل وجهة نظر الطرف الآخر، وان كان مخالفا لرأي الجامعة، وألا نعمل على مصادرة الرأي الآخر لمجرد انه لا يتفق معنا. لقد وددنا من الجامعة ان تكون منبرا للرأي والرأي الآخر، وليس ساحة لترديد نغمة واحدة فقط على الدوام. نحن نريد ان تستمع الجامعة لرأي المجتمع في مخرجاتها و الخدمات التي تقدمها، ولا اعتقد ان هناك وسيلة يومية يمكن ان تقدم لها هذه الخدمة مثل وسائل الاعلام، والصحافة تحديدا، وهي خدمة مجانية، فلو ارادت الجامعة الحصول على مثل هذه الخدمة لجندت أفرادا، أو لتعاقدت مع شركات ومؤسسات مقابل مبالغ مالية، بينما الصحافة تمثل مرآة ترى الجامعة نفسها من خلالها، فلماذا تسعى الجامعة الى «تحطيم» هذه المرآة او «تحجيم» دورها؟ نحن والجامعة في قارب واحد، لا نرضى اي تحامل عليها، ولا نسمح بأن يطولها انتقاد دون وجه حق، ولا نقبل المساس بمكانتها العلمية والاكاديمية، ولكن في نفس الوقت من حق القارئ أن يبدي وجهة نظره حيال قضايا متعلقة بدور الجامعة، فهل تقبل إدارة الجامعة وعلى رأسها الاستاذة الفاضلة الدكتورة شيخة المسند فرض سياسة «تكميم» الافواه؟ اجزم أنها لا تقبل ذلك.