ما تخافون من الله

بعض من الناس يفاجئك بكلامه أو بتصرفه معك وهو يعرفك، وقد لا يعرفك، ولكن طريقة حديثه معك تثير شيئاً من الاستغراب والدهشة، فما أنت فاعل معه؟. وجه إليّ وبصوتٍ عالٍ، واستغربتُ منه عندما قال لي هذه الجملة "ما تخافون من الله"! فرددتُ عليه لماذا تقولها لي أنا؟ فردَّ عليّ مقطباً وجهه وبصوت فيه جفوة، قلتها لك لأنك تعمل في وزارة التعليم، وأراك كثيراً في مدرسة الوكرة الثانوية للبنين، ورأيتك في مدرسة عبدالرحمن بن جاسم الإعدادية للبنين. فقلتُ له صبراً عليّ سأعلمك بالخبر، أولاً أنا لا أعمل في وزارة التعليم ولا في أي إدارة أو مدرسة، وثانياً نعم في السابق كنتُ من موظفي الوزارة وبالتحديد برئاسة "قسم التدريب التربوي" من 1997 وحتى 2006 وتم استبعادنا منها يوم أن جاء تسونامي المجلس الأعلى للتعليم ومن الدفعة الأولى عام 2006 التي كانت على "البند المركزي" وكان خيراً لنا ومن كانوا معنا من الموظفين بالقسم وأقسام أخرى الله يذكرهم بالخير. نعم تراني كثيراً في مدرسة الوكرة الثانوية للبنين لأني عضو في مجلس الأمناء منذ زمن، ومن قبل كنتُ في مجلس أمناء عبدالرحمن بن جاسم الإعدادية للبنين، وقبل ذلك كنتُ عضواً في مجلس أمناء مدرسة أبي بكر الصديق الإعدادية للبنين. فبعد أن أعلمته بالأمر سكت. ولكنني لم أتركها له تمر هكذا، فقلت له: لماذا قلت لي بداية حديثك لي "ما تخافون من الله" ماذا تقصد بها؟ ولماذا هذه الحدة في كلامك معي؟ فقال: بداية عام جديد دراسي في شدة الحر والرطوبة في شهر 8 أغسطس وعيالنا يرجعون من مدارسهم هلكى وأجسامهم حارة والعرق يتقاطر منهم وخدودهم محمرة من شدة الحر، وسألت العيال فقالوا مكيفات الصف لا تبرّد "حارة"، أخي أنا وأنت وغيرنا من أبناء الوطن الغالي في الماضي كان العام الدراسي يبدأ في شهر 9 سبتمبر، ما الذي جرى وتغير حتى يصبح العام الدراسي يبدأ في عز الصيف "ما تخافون من الله" "وين" الرحمة والشفقة على عيالنا الطلاب والطالبات "احنا مب عايشين" في دول أوروبية حتى نبدأ في شهر 8 أغسطسّ. فقلتُ له أخوي أنت ما قرأت التعديل الجديد على التقويم الدراسي؟ قال: نعم قرأته. ولكنني أقول لماذا تصر الوزارة على أن يبدأ العام الدراسي في شهر أغسطس (8) عز الحر وشدة الرطوبة، كان الأولى مع هذا التعديل وهي مشكورة على ذلك، أن تعدّل موعد بداية العام الدراسي ويكون في شهر سبتمبر (9) كما كان في الماضي. وكرر عليّ الجملة التي بدأها في حديثه "ما تخافون من الله"، وطلب من الجهة المسؤولة عن الوزارات أن تحث وزارة التعليم بتعديل بداية العام ويكون في شهر (9). هل انتهى الدرس عن التربية والتعليم؟ لا.. دروسها لا تنتهي!. رضي من رضي وزعل من... وكما قيل "التعليم هو القدرة على الاستماع لأي شيء دون أن تنفلت أعصابك أو تفقد ثقتك بنفسك". فتأمل أيها القارئ الكريم!. ◄ "ومضة" نبارك ونهنئ وطننا الغالي دولة قطر- يحفظها الله - بداية عام هجري جديد 1441، جعله الله سبحانه عام خير وعز وبشرى، وأمتنا بالأمن والأمان والرفعة والتقدم والعيش الرغيد والاستقرار. [email protected]