19 سبتمبر 2025
تسجيلهلّ هذا العيد على القطريين والمقيمين وقد حالت السياسة والتسيس دون أن يحجوا إلى بيت الله الحرام وكأن الشاعر المتيم بحب الأراضي المقدسة قد نطق بلسان حالهم رغم أنه نظم أبياته قبل سنين عددا فقال: يا راحلين إلى منىً بقيادي هيجتموُ يوم الرحيل فؤادي حرَّمتمو جفني المنام لبُعدكم يا ساكنين المنحنى والوادي سرتم وسار دليلكم يا وحشتي العِيسُ أطربني وصوت الحادي فإذا وصلتم سالمين فبلغوا مني السلامَ أُهَيْلَ ذاك الوادي وتذكروا عند الطواف متيمًا صبًّا براه الشوقُ والإبعاد العيد لوحة شاعرية وروحية وسراج وصل أزهر بين الناس شعوبا ودولا.. إنها مناسبة فلسفتها تقوم على الفرح.. فرحة تفتح مغاليق القلوب الحزينة فيه الكلمة الطيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين.. من لا يستطيع أن يفرح في العيد فإنه لن يستطيع أن يفرح في غيره. مجلس التعاون الخليجي كما هو معلن منظمة إقليمية سياسية واقتصادية عربية مكونة من ست دول أعضاء ويتخذ من الرياض العاصمة السعودية مقرًا له. بيد أن الأزمة الخليجية أظهر الضعف والوهن الذي أحاط بهذا الكيان إحاطة السوار بالمعصم.. كيف لوزير الدولة للشؤون الخارجية بدولة الإمارات العربية المتحدة أنور قرقاش يلوح بإخراج قطر من المجلس؟. وأمين المجلس لا يسمع ولا يرى ويلوذ ببيداء الصمت. ويتساءل القطريون اليوم ماذا قدم هذا المجلس الذي دخل في حالة موت سريري، لقطر ولمصالحها الأمنية؟، بل إن العكس صحيح إذ أنه يقوم بدور سلبي تجاهها خلال الأزمة. اليوم قطر لا تعتمد في ضمان أمنها عليه بل تعتمد على شراكة مع دول خارج المجلس مثل تركيا والولايات المتحدة الأمريكية. ومع كل ذلك وقطر تكابد حصارا ظالما بمشاركة نصف أعضاء المجلس، ظلت تؤكد أن باب الحوار مفتوح على الأسس الإنسانية وفقا للقوانين الدولية بغية حفظ وحدة الصف الخليجي والتمسك بوحدة المجلس.. لكن في ذات الوقت ومهما تصاعدت الضغوط فإن قطر لن نتفاوض حول سيادتها الوطنية وترفض رفضًا تامًا، وصاية أي دولة عليها.. اليوم الدول المقاطعة لقطر تستغل مجلس التعاون لمطامعها في المنطقة بل إن دولة واحدة تقرر نيابة عن بقية الدول الخليجية. وتأتي دول مجلس التعاون الخليجي مجتمعة في المرتبة الأولى عالميا في احتياطي النفط والمرتبة الثانية عالميًا في احتياطي الغاز، وهي أيضا الأولى عالميا في إنتاج النفط، والثالثة عالميا في إنتاج الغاز، إذ بلغ إنتاجها من الغاز الطبيعي المسال 370 مليار متر مكعب.. ومع أن فكرة تحويل المجلس إلى اتحاد تبدو جيدة لكن هذه الأزمة كشفت أن تلك الفكرة كانت محاولة من أحد الأطراف للهيمنة والسيطرة، إذ يفترض أن يؤسس الاتحاد المقترح لسياسة خارجية موحدة، وجيش مشترك، وعملة موحدة. وأظهرت الحرب في اليمن تباين أهداف دولتين تبدوان ظاهريا متفقتين وهما السعودية والإمارات، فبينما الهدف المعلن للحرب إعادة الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي ودحر الانقلابيين الحوثيين. إلا أنه ليس خافيا أن هناك خلافات قوية بين الرئيس هادي وبين الإمارات التي تسيطر قواتها على جنوب اليمن والعاصمة المؤقتة عدن واشتكى هادي للسعودية عدة مرات من عرقلة أبوظبي لخططه لبسط نفوذه على البلاد وأنها تدعم معارضيه بالمال والسلاح. ولم يتورّع هادي باتهام محمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي، بمحاولة التصرف كقوة احتلال في اليمن بدلًا من التعامل كقوة تحرير لإعادة الشرعية التي انقلب عليها الحوثيون. ويشير البعض إلى أن الإمارات تريد الضغط على الرئيس هادي لتنفيذ مجموعة اشتراطات والقبول بتدخلاتها في قراراته.