07 أكتوبر 2025

تسجيل

أوباما.. ضرب أم لم يضرب.. هل تبلغ اللعبة مداها؟

02 سبتمبر 2013

ما زالت اللعبة القذرة على الشعب السوري الصامد مستمرة بمختلف الأساليب الظاهرة والباطنة والتي ارتفعت إلى أعلى درجات التقنية الخبيثة خصوصا بعد المجزرة الكيميائية في غوطة دمشق بأمر من سفاحها الأعمى الذي نصبه أعداء الإنسانية وزودوه سرا وجهرا بأفتك أنواع الأسلحة بما فيها ما هو للدمار الشامل ضد المدنيين والأطفال والنساء تحقيقا للهدف الذي لن يحيدوا عنه أبداً وهو حماية الصهاينة رغم الشعارات العدائية منه ضدهم والتي فضحت مضامينها التصريحات والوقائع وبانت لكل ذي بصر وبصيرة وإذ تمكنت المعارضة السورية الحرة من استعادة زمام المبادرة منذ أكثر من شهرين وأخذت تبادئ وتباغت اللاعبين في الحلبة وتكسب على الأرض ما يعدل ميزان القوى مع اللانظام الذي يتمتع بترسانة ضخمة من العتاد ودعم دول ومراكز وأحزاب قوى الشر مباشرة وبما لا يسمح بالمقارنة مع إمكانيات الجيش الحر والمقاومة الشعبية تحت أي معيار خصوصا ما يتعلق بالسلاح الجوي الذي يصب باروده الجهنمي على العباد والبلاد فإن هذا اللانظام وطغمته الوحشية قد زاد جنونهم وطاروا هلعا بعد استهداف موكب الجزار في العيد فجاءت الضربة الكيماوية على الأبرياء خصوصا الأطفال والنساء في غرف النوم، رد اليائس البائس اللاهث بكل ما يستطيع وباسم الممانعة للحفاظ على الكرسي والكرسي فقط إذ لا يمكن بحال أن يكون مدافعا عن الوطن كما أثبت الكواكبي في طبائع الاستبداد: لا يمكن للمستبد أن يكون مقاوما لأن المتناقضين لا يجتمعان ولعل هذه الحقنة القوية التي أخذها هذا المستبد من المستعمرين والمحتلين هي ما يبقي القضية السورية رهن دائرة المداورة والمناورة الدولية وإلا فلو كان ثمة قانون دولي عادل وميثاق حقوق إنسان منصف فكيف يتم السماح بمقتل مئات الآلاف وتدمير ملايين البيوت وآلاف دور العبادة للمسلمين بل والمسيحيين وسجن وغياب مئات الآلاف والمفقودين وتشريد الملايين في الداخل والخارج دون أي اكتراث جوهري بأي حق لهؤلاء ألا ليت كل ما صدعونا به من مواثيق وقوانين حقوقية للإنسان لم نسمع بها ويا ليتنا نعيش في عصر حلف الفضول أي حتى قبل الإسلام حيث يؤخذ حق المظلوم من الظالم لأن ما يسمى بالمجتمع الدولي برمته لا يريد حماية العرب والمسلمين حقيقة بل ويضحي ببعض النصارى حفاظا على مطامعه الكبرى وحماية لمن يزعمون أنهم شعب الله المختار وفي هذا السياق بالذات فإننا نقرأ بدقة التصريحات التي يدلي بها أوباما وكيري من أنه لابد من توجيه ضربة عسكرية ولو محدودة لردع الأسد ومحاسبته مع أن الإدارة الأمريكية أكدت وتؤكد أنها لا تعني إسقاط نظام الأسد وكأن شعبنا الصابر رغم كل الذي بذله من تضحيات أسطورية فريدة لا يستحق العيش بطمأنينة وسلام وحرية ودولة القانون والمواطنة لا الأشخاص والطائفية وكأنه ليس من البشر وكم تشدق هؤلاء الغربيون في بريطانيا وفرنسا وغيرهما بمثل ذلك ثم تراجعوا وسخروا منا بحجة أو بأخرى وعلى هذا فإننا لن نستغرب مواقفهم فاللعبة لابد أن تأخذ مداها وصاحب البيت الأبيض بل الأسود ما زال يصرح أنه يزن كل شيء إزاء المشهد السوري على أساس أفضلية المصلحة الأمريكية وأمنها القومي وهو نفسه إذ نطق أن استعمال الكيماوي في الغوطة سيؤثر على الأمن القومي إلا أنه وجد أن من جملة الخدائع انتظار الكونغرس في 9 سبتمبر كي يوافق على قرار السيد الرئيس بتوجيه الضربة التي هي محدودة على كل حال أما نحن فإننا نميل إلى أنه ضرب أم لم يضرب ووافق الكونغرس أم لم يوافق فالنتيجة في صالح إسرائيل والجزار ونظامه فطيور الشر على أشكالها تقع ومعروف لدى الحصفاء ما الخطوط الحمراء في إدارة الصراع كما هو معروف أن المسرحية لا بد أن تمر بأدوار الحبكة المحكمة حتى يكون الإخراج مناسبا وسهلا بحثا وراء إقناع وهمي يدرأ السقوط الأخلاقي المريع لهذا السيد دوليا على وجه العموم وأمام الشعب الأمريكي خصوصا وإلى حين انتهاء اللعبة ستنفضح أدوار هؤلاء اللاعبين الكبار والصغار ولكن هل بعد أن تخرب البصرة فلنعتمد على الله وبناء ذواتنا والتضحية أعظم وأعظم لإنجاح ثورتنا التي تستحق كل ذلك وإن سنن الله في الكون والتاريخ لن تخذلنا فمهما اصطدمت جولات أهل الباطل بصولات أهل الحق فلابد أن تدمغها فتزهقها.