11 سبتمبر 2025

تسجيل

أخي وصديقي العزيز بو عبدالعزيز

02 أغسطس 2022

مع احتفال جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بأول أيام العام الهجري الجديد وظهور هلال العام الجديد، غاب عن عالمنا هلال آخر، هلال كان يطلع علينا كل يوم وكل لحظة وهو الأخ والصديق والحبيب المهندس هلال الكواري. كم تمنيت أن أكون كاتباً وشاعراً وأديباً حتى تكون مفرداتي تنبض بمشاعر الصدق والإخوة وتُسمع كلماتي الداني والقاصي من هو هذا الهلال. لقد كانت معرفتي به منذ ظهور علامات المرض في عام ٢٠١٣، واستمرت هذه الرحلة بما فيها من الآلام والمعاناة والتحمل والصبر والاحتساب حتى انتهت وانتقاله إلى عالم الحق وإن شاء الله في جنة الفردوس. لقد عرفت الرجل في أصعب فترات المرض، وفي الغربة وخلال مراحل العلاج المختلفة، فلم أجد منه إلا الصبر والإيمان والاحتساب. لقد كان صاحب قرار حتى في أصعب مراحل المرض، وكان شديد الحرص على معرفة كل شيء عن المرض وتطوراته وطرق العلاج مع التسليم بأن الله هو الشافي وما علينا إلا السير في الطريق الصحيح والتوكل على الله في كل خطوة كان يخطوها. كان يحمل هموم المرافقين قبل السفر وطيلة تواجدهم معه ويشاركهم ظروفهم وأحوالهم الشخصية والعائلية قبل أن يفكر في مرضه فقد كان حريصاً على توفير كل الوسائل المتاحة للمرافقين. كان دائم السؤال والاطمئنان على المرضى الآخرين والمتواجدين معه بالخارج ويشاركهم معاناتهم ولحظات الفرح القليلة خلال رحلة العلاج والحديث معهم ويبث فيهم روح الأمل واليقين بالله. لم تصدر منه كلمة أو نظرة خاطئة لأي شخص تعامل معه أثناء فترات الآلام والتعب والمعاناة مع المرض، بل الابتسامة وحُسن الخلق الصفة الدائمة، والشهادة له من كل الكادر الطبي والكادر المساعد والعاملين. إنه نموذج فريد من نوعه، شخصية تجبرك على الاحترام والوقار فبرغم أنه أصغر مني سناً فإنني كنت أشعر دائماً أنه رفيع المقام، فهو قريب منك ولكنه بعيد المنال، شخصية عندما تقترب منها تجد نفسك ما زلت بعيداً عن الوصول إلى مقامها بالرغم من جلوسك بجانبها. لم أرِ منه إلا الابتسامة والحديث الممتع والنقاش المثمر البناء في شتى المجالات، بل صادفتنا بعض الأمور الخلافية في الآراء فما كان منه إلا إنهاء هذا الاختلاف بالابتسامة التي تحمل في طياتها معنى الحب والود والاحترام رغم الاختلاف. كنا نجلس نتجاذب أطراف الحديث، وكل منا يعرض أفكاره وآراءه بمنتهى الود والحب، وكان حريصاً على أن يستمع جيداً ويبدي اهتمامه لما أقول بالرغم من الاختلاف في بعض وجهات النظر، كان يشاركني هواياتي السينمائية في نقد وتحليل الأفلام المصرية بالرغم من عدم تطابقها مع ميوله الفكرية والأدبية. يقال دائماً إن الإنسان يكون ضعيفاً أثناء فترات المرض، وهذه حقيقة ولكنني شاهدت هذا الضعف ممزوجاً بقوة وجلد وصبر نتيجة إيمانه القوي ويقينه الثابت بأن ما كتبه الله له هو الخير، وأن كل تعب وراءه ثواب وأجر من رب العالمين. رحمك الله يا هلال وأسكنك الفردوس الأعلى وإنا لله وإنا إليه راجعون،،، فلله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بقدر مسمى،،، العين تدمع والقلب يحزن لفراقك يا أبا عبدالعزيز ولا نقول إلا ما يرضي ربنا…. وإنا على فراقك يا هلال لمحزونون. (الطبيب المرافق له)