إنها الشورى

الشورى بناء وفاعلية وتحديات وتبعات، وتجرد من الهوى، والشورى مبدأ من مبادئ ديننا ومعلم معالمه الحية الناهضة، "وهي خلق إنساني رفيع محمود"، و"إن أجهزة الشورى المنظمة الجادة الملزمة هي التي تحفظ حدود الله وحقوق الأمة وكرامة الإنسان، وتضمن روافد النمو والتقدم الحضاري". فمبدأ فالشورى في الإسلام لا يقتصر على منظومة الحكم، وإنما يشمل كل دوائر الحياة ومجالاتها الإدارية والاقتصادية والاستثمارية والثقافية والاجتماعية وغير ذلك. * فكم في الشورى من أخلاق وقيم وسلوك والتزام!. * وكم في الشورى من حفظ لمصالح المجتمعات ورعاية شؤونهم ابتغاء مرضاة الله تعالى والوفاء لهم!. * وكم في الشورى من رأي سديد ودلالة على الصواب فيه والنصح!. * وكم في الشورى من مباهج ومساحات للعطاء والبناء!. * وكم في الشورى من صلاح وإصلاح!. * وكم في الشورى من مواجهة من يريد الهدم وتشويه مبادئ وثوابت أي مجتمع وجماله!. * وكم في الشورى من حسّ للمسؤولية!. * وكم في الشورى من حراسة لمبادئ وثوابت وقيم الإسلام !. * وكم في الشورى من تماسك اجتماعي وقوة له!. * وكم في الشورى من حرية رأي تستنطق بها العقول!. * وكم في الشورى من محاسبة مسؤول فيما إذا أخطأ وتجاوز السلطات وحاد عن الصواب!. * وكم في الشورى من إظهار لمعادن الرجال!. * وكم في الشورى من تعاون وعزم!. ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة حسن الاتباع والاقتداء والاهتداء، فقد كان أكثر الخلق مشورة لأصحابه رضي الله عنهم، مع أنه كان يوحى إليه وما ينطق عن الهوى، ولكنه يستمع ويشاور ويناقش ويأخذ برأي غيره، وكذلك كان الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم، فالسيرة تقول لنا وتحكي وقائع عملية رائدة كيف كان مبدأ الشورى فاعلاً في حياتهم، وصفة واضحة ومميزة لهم في سلوكهم الفردي وتصرفهم مع رعاياهم، ولم يكن يوماً من الأيام صورة شكلية يصفق لها ويتباهى بها هؤلاء صُنّاع الحياة في إدارة شؤون الناس ومنظومة الحياة. وإذا أراد المجتمع والأمة النهضة والاستعلاء والبناء، فما عليها إلا أن تسير مع منهج الحق والعدل والنص الشرعي وتحتفي به في سائر شؤونها. "ومضة" إنها الشورى حياة مجتمع وأمة.. ومن وعى وفقه الشورى صنع الحياة لمجتمعه وأمته، وهنا يكون الفارق!. [email protected]