10 سبتمبر 2025
تسجيلعبر تاريخ الأدب العربي لعبت الصالونات الأدبية دورا مميزا في اثراء الساحة الأدبية بالعديد من الدراسات العلمية الجادة وإذا انتقلنا الى العصرين الاموي والعباسي.. فلا شك أن بعض الرموز قد ساهمت بدورها في هذا الإطار. فالتاريخ الادبي يقدم الدليل على الدور البارز للسيدة سكينة بنت الحسين في خلق إطار ابداعي قوامه عدد من رموز الشعر في تلك الفترة الزمنية.. حديثا ارتبط هذا الامر بصالون "مي زيادة" وكانت تضم عددا من أبرز فرسان الكلمة والفكر.. كان هناك العقاد وطه حسين وعدد من كبار الادباء كما ان عددا اخر من الصالونات لعبت دورا موازيا في لبنان وسوريا والعراق.. هذا الامر غلف واقعنا في قطر عبر الصالون الأسبوعي في منزل الموسيقار المرحوم عبد العزيز ناصر وكان يضم كوكبة من أبرز الأسماء ذات الفصل الفكري أو الفني. بغيابه غاب هذا الجمع حتى كان اقتراح أحدهم لماذا لا يكون لنا لقاء اسبوعي ويكون بعيدا عن الإطار بالمجالس، إطار ادبي، خاصة بعد تلاشي دور صالون الجسرة الثقافي الذي قاده ذات يوم الدكتور مراد مبروك والمرحوم حسن توفيق والعبد لله ولسنوات.. وأثمرت خلال سنوات قصار عددا من الأسماء لا أحد يعلم اين هم الان من أمثال الهلابي والشيب ومحسن الهاجري وغيرهم. بل ان المناقشات حول الإصدارات الجديدة ودعوة الشعراء والادباء كانت الركيزة ولكن من المؤسف ان الانتقال المكاني قد ساهم بلا شك في تفتيت لحمة الصالون، الان هناك صالون في كل حي من احياء قطر ولكن بعيدا عن اطروحات الادب. هناك أحاديث تغلف واقع الحصار ودوري نجوم قطر وحكايات ميسي وبرشلونة حتى ليلبث أحدهم ان يلج من الباب حتى يتحدث عن الهدف الرائع لفلان.. واخبار اندية بريطانيا وإيطاليا واسبانيا لذا كانت سعادتي غامرة عندما علمت ان هناك صالونات فنية.. نعم صالونات فنية يتم فيها العزف والغناء عبر هواة الفن وهذا امر جميل خاصة وان جلهم يقدمون ذواتهم بعيدا عن الإعلان أو الاعلام والنماذج التي تمارس هذا الابداع مختلفة الاهواء والميول هؤلاء لا يمارسون سوى الفن ولا مجال للسياسة والأحاديث عن أسعار البورصة جل اهتمام فقط. استحضار الفن القطري او الاعمال ذات الارتباط العضوي بفنون المنطقة وهذا ما يمارس أيضا في منزل فيصل التميمي أحد عشاق التراث والمحافظين على الإرث الخليجي هذا الامر ودون ضجيج مفتعل يهم بلا شك في تعريف الاخرين بفنوننا.. وللحديث بقية [email protected]