10 سبتمبر 2025

تسجيل

بين الوهم والحقيقة

02 أغسطس 2018

قليلون.. بل نادرون، من يستحضر تاريخه دون رتوش، خاصة إذا كان أحدهم ذات يوم صفراً على الشمال، ثم أصبح تحت الأضواء.. ولكن ما مناسبة هذا الطرح؟ ولماذا؟ كنت أشاهد برنامجاً تلفزيونياً تقدمه ممثلة وتستضيف نجوم اللعبة في شتى مناحي الحياة في الكرة والموسيقى والتمثيل وغيرها من فنون الإبداع الإنساني. وشاهدت حلقة مع لاعب مشهور.. وعندما سألته المذيعة الفنانة عن عودته لناديه الأصلي. قال وبملء الفم: لا .. وألف لا. كان هذا اللاعب صريحاً، كثيرون يجاملون ويحاولون قدر الإمكان أن يواصلوا دورهم في خلق مفردات مثل لا أنسى دور النادي وخلافه، أو يذهبون للمبالغة كما فعل أحدهم عندنا، عندما سرد على مسامعنا بطولاته الوهمية دون أن يشعر بالخجل، وكنت أنا شاهداً على خطواته في رحلة الحياة والفن. مثل هذا الفرد ماذا بمقدورك أن تقول له.. أصمت أيها الأفّاق، الدجال، الكذاب، وكيف تواجهه، والذي لا يعرف تاريخه الأسود، يصدق كل ادعاءاته! إنها لعبة من لعبات الحياة. بمقدور من أن ينسى مثلاً ما عبرته عنه تلك الفنانة التي ادعت أن والدها كان من الأثرياء وأنها عاشت عيشة الملوك والأمراء. عندها تذكرت الماضي، وكيف أن والدها كم كان رائعاً وبسيطاً، قانعاً، ولم يكن يجد في بعض الأحيان ما يكفل بلقمة أسرته. ولكن بمقدور من أن يقول الآن.. إن الواقع بخلاف الخيال.. وهل هي تتحدث عن والدها مثلاً أم عن ثري توزعت ثروته في أرجاء المعمورة!! أعود إلى الفنان الذي لفت نظري صراحته. وقلت.. بلاشك أن هذا الإنسان يستحق التقدير. لأنه كان صريحاً إلى أبعد الحدود. كيف أنه انجرف إلى التمثيل وكيف أنه عمل من أجل لقمة العيش والتزامات الأسرة، وأن العديد مما قدمه بلا خطة.. كم كان جميلاً ورائعاً وهو يضع النقاط على الحروف ويقول دون اللجوء إلى الادعاء والكذب.. قال "نعم عملت من أجل السبوبة" هذا الفنان كبر في عيني. قليلون، بل نادرون من يملكون الجرأة والصدق مع النفس دون مواربة أو خجل إنه أمير كراره الفنان المصري!!