19 سبتمبر 2025

تسجيل

جامعة قطر.. إلى أين؟

02 أغسطس 2015

جامعة قطر، وبحكم جغرافية البلد ومحدودية عدد المواطنين وقلة مخرجات الثانوية منهم، لابد أن تكون الجامعة الوطنية الوحيدة. وحين نقول جامعة وطنية وحيدة، فإنما القصد أن تكون فعلاً جهة تعليمية تهدف أساساً إلى تجميع المواطنين بالدرجة الأولى وتكون لهم الأولوية في هذه المؤسسة، وتبذل كل جهد ممكن لتوجيه الشباب القطري نحو التعليم الجامعي، وتزيينه لهم وتيسير كل ما من شأنه أن يحبب الشباب لخوض التجربة الجامعية دون عراقيل وعوائق، قبل أن يفكر في الانخراط في سوق العمل والاكتفاء بالثانوية أو التخبط هنا وهناك.. ولاشك أن هذا التخبط الذي عاشه كثيرون من مخرجات الثانوية من المواطنين، لم يكن ليحصل خلال العقد الأخير من عمر الجامعة لولا ما كان من الجامعة من استحداث قوانين وأنظمة كانت قاسية وشديدة المرارة على كثيرين. دون مقدمات وكثير تفصيلات، لم تكن هناك حاجة ماسة لأن تدخل الجامعة غمار إجراءات وسباق في تعديل أنظمة وأساليب التسجيل والدراسة بها، لأجل التصنيف الأكاديمي للجامعات حول العالم أو ما شابه من برامج الاعتمادات، على غرار سعي كثير من المؤسسات لشهادات الجودة المتنوعة التي غالباً ما تكون تجارية بحتة، ترى وتنظر في الأوراق وتغرق فيها أكثر من الواقع العملي أو الميادين الحقيقية للعمل، ويتم صرف مئات الألوف على شكل رسوم الحصول على تلك الشهادات، والنتيجة أو المحصلة النهائية لا تستحق كل ما بُذل.. الأمر نفسه وقع للجامعة الوطنية الوحيدة التي دخلت في تنافس مع أخريات، قامت أساساً على نظريات تجارية وفي دول رأسمالية، والترتيب لها في التصنيف العالمي مهم جداً إن هي اهتمت بها، لكن أن تدخل الجامعة الوطنية الوحيدة غمار هذا التنافس التجاري في حقيقته، فإنه لم يكن بالقرار الموفق.. لا أريد خوض كثير تفاصيل لمثل تلك العمليات، بقدر ما يهمني فعلاً أن تكون جامعة قطر، جامعة وطنية قولاً وفعلاً.. تكون هي الحاضنة الأكبر والأشمل للشباب من الجنسين، والمؤسسة الوحيدة الجاذبة لهم، التي يجب أن تحزن إن هي رأت طلابنا من الجنسين، يبحثون لهم عن جامعات أو مؤسسات تعليمية أخرى تحتضنهم في دول الجوار أو الاغتراب هنا وهناك، في الشرق والغرب وتحمّل معاناة الغربة وتكاليفها المتنوعة.. لن أطيل أكثر اليوم وأكتفي بالعموميات، فإن الحديث عن الجامعة الوطنية الوحيدة، حديث ذو شؤون وشجون، وحديث شبه طويل نكمله بالغـد إن شاء الله.. ونرجو أن تتسع صدور القائمين على الجامعة بعض الشيء، فإن شبابنا ثروتنا، والتفريط في هذه الثروة أمر غير محمود..