13 سبتمبر 2025

تسجيل

الغزو العراقي للكويت بعد ربع قرن.. آلام وآمال

02 أغسطس 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); تمر علينا اليوم الأحد الثاني من أغسطس، الذكرى الخامسة والعشرون للغزو العراقي للكويت والعالم العربي يعاني الحروب والصراعات التي تداخلت فيها المصالح الإقليمية والدولية لندرك ككويتيين كما كنا محظوظين حين لطف الله بنا وتجمع العالم بأسره قبل رقع قرن لتحرر بلدنا الغالية من احتلال بربري قاده الطاغية صدام حسين وحزب البعث وهو احتلال كان في حقيقته موجها ضد التضامن العربي مهما تلبس آنذاك بالعبارات القومية الرنانة. سبعة شهور من الاحتلال واجه فيها الشعب الكويتي الأعزل آلة الحرب العراقية ووسائل التعذيب الوحشية ببسالة سجلها التاريخ له كان من أبرزها أن الاحتلال العراقي لم يجد من يتعاون معه ما جعله يقبض عشوائياً على مجموعة ضباط ويشكل منهم بغير إرادتهم حكومة صورية أدان القضاء الكويتي فيما بعد واحدا منهم هو رئيسها علاء حسين، لكنه لم يحكم بإعدامه بل بسجنه. ويتذكر التاريخ كيف عمل الشعب الكويتي في داخل الكويت وخارجها مع قيادته الشرعية على دحر هذا الاحتلال البشع بمساعدة الإخوة في دول مجلس التعاون الخليجي ومصر وسوريا ولبنان والمغرب والصومال وجيبوتي والدول الصديقة وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا. اليوم المشهد مختلف جدا، فنظام حزب البعث في العراق سقط منذ اثني عشر عاما وهناك نظام حكم جديد التزم نسبيا بقرارات الأمم المتحدة بشأن غزو الكويت، ما أدى إلى خروج العراق من متطلبات الفصل السابع الذي يتعلق باستخدام القوة العسكرية في حال عدم الالتزام. والعلاقة الرسمية بين الحكومتين الكويتية والعراقية جيدة منذ أواخر عند رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، حيث التزم العراق بعد ضغط كويتي وأممي بتطبيق القرارات المتعلقة بنصب العلامات الحدودية بين البلدين وصيانتها في المواقع التي لم تنصب بها بعد، كما تم ترسيم الحدود البحرية بإشراف دولي مباشر، كما تم هدم التعديات المدنية العراقية على الكويت في المناطق المتجاورة في مدينة أم قصر وفي منطقة المزارع. أما العلاقة الشعبية فلا تزال فاترة لأسباب عدة، من ضمنها أن الشعب الكويتي في غالبيته لا يزال يتوجس من النوايا العراقية في ظل تعمد قيام قوى سياسية وبرلمانية عراقية الإساءة للكويت وخصوصا في ملف ميناء مبارك الذي تقوم الكويت حاليا ببنائه ووجد معارضة عراقية رسمية وشعبية ما جعل الكويت تقلل من حجمه بعد تنسيق مع العراق بإشراف دولي. ورغم أن هناك جزءا كبيرا من الشعب الكويتي لا ينظر بإيجابية لأي بادرة تعاون تصدر من العراق تجاه الكويت إلا أن هناك تفهما من عدد كبير من الجيل الذي ولد ما بعد الغزو العراقي لضرورة عدم معاداة العراق على اعتبار أن معظم العراقيين ولدوا بعد غزو الكويت ولا يتحملون مسؤولية ما قام به الرئيس العراقي السابق صدام حسين وحزبه والجيش العراقي من غزو وانتهاكات. كما أن الصراعات التي يشهدها العراق حاليا ومنها فقدان ثلث أراضيه لصالح تنظيم الدولة الإسلامية جعلت العراق مشغولا بنفسه عن أي صراع إقليمي، ما خلق نوعا من الاطمئنان في الكويت من جهة أن القوى المعادية للكويت في العراق لن تجد فرصة للتصعيد وهو اطمئنان مشوب بقلق عام من تصاعد الصراعات في العراق وتأثيراتها السلبية المتوقعة في الإقليم. العراق سيبقى دوما في الذهنية الكويتية مصدر تهديد ما لم تكون هناك حكومة عراقية توافقية تمثل أطياف الشعب العراقي كافة وتتبع سياسات سلمية وهادئة يتم عبرها إبعاد كل صوت متطرف.