17 سبتمبر 2025

تسجيل

أخطأ السيد حسن وأصابت أم حسن

02 أغسطس 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); طلبت أم حسن من أحد المسؤولين في حزب الله تأمين لقاء مع السيد حسن نصر الله. أخبرها المسؤول أن "السيد" وقته ضيق ومشاغله كثيرة وهمومه كبيرة، لكنه سيوصل الطلب إلى الجهة المعنية في الحزب، مع ترجيح الرفض. .. المفاجأة كانت أن الرد على طلب أم حسن كان بالموافقة، وطُلب منها الاستعداد للقاء خلال أيام. أم حسن سيدة ستينية من إحدى قرى الجنوب اللبناني، زوجها من منطقة البقاع، كان مسؤولاً محلياً في حزب الله، سقط خلال المواجهات مع العدو الإسرائيلي عام 2006، أما نجلها الأكبر "حسن" فقتل قبل أسابيع خلال المواجهات الدائرة في سوريا، ونعاه الحزب سقط خلال أداء "واجبه الجهادي" في منطقة الزبداني. لم تكن الإجراءات الأمنية للقاء السيد حسن مشددة، فأم حسن شخصية موثوقة لدى الجهات الأمنية في الحزب، وليس من داع لعمليات تمويه وتفتيش، فمن يموت زوجها وابنها في سبيل حزب الله لا يعقل أن تسبّب أذى لقائد هذا الحزب. دخلت أم حسن على السيد حسن الذي كان بانتظارها، استقبلها بابتسامة عريضة وترحيب دافئ واضعاً يده على صدره، مشيراً لها إلى الجلوس في صدر المجلس. أومأ السيد حسن لحراسه بالمغادرة، فلا خوف على أمنه من أم حسن "أمّنا جميعاً" كما وصفها. في بداية اللقاء شعرت أم حسن بالخجل، فهي تجلس في حضرة "السيد حسن" الذي طالما أنصتت إلى خطاباته وكلماته . كسر نصر الله حاجز الرهبة بالثناء على عائلتها، والإشادة بالتضحية والجهاد الذي قدمته . تنهدت أم حسن وأخذت نفساً عميقاً، أخرجته من فمها على دفعات متقطعة ثمّ قالت: تدرك يا سيد حسن المعزّة والودّ والاحترام الذي أكنّه لكم، وتدرك أن زوجي وابني قدما أرواحهما فداء لكم، ولا اعتراض لي على ذلك، بل على العكس، ولكن اسمح لي يا سيد أن أستفهم عن بعض الأمور التي لم أجد جواباً لها. ابتسم السيد ابتسامة لطيفة وأشار بيده أن تقدم ما لديها. قالت: يا سيد حسن، حين استشهد أبو حسن في مواجهة إسرائيل أقمت عرساً وبدأت بتلقي التهاني، فزوجي سقط على أرض لبنان دفاعاً عنه وعن شعبه، في مواجهة ألدّ أعداء المسلمين والعرب والإنسانية، ولكن يا سيد حسن أنت تدرك أن حسن سقط قبل أسابيع على أرض سوريا، وقد سألت رفاقه عن هوية العدو الذي يقاتلونه، فأخبروني أنهم جماعات تكفيرية لكن معظمهم سوريون يقاتلون في قراهم وبلداتهم. يا سيد حسن، أنا مقتنعة أن من نقاتلهم في سوريا يحملون فكراً تكفيرياً لكنهم على أرضهم وبين ناسهم، في حين أن حسن ورفاقه الذين طالما تربّوا على محاربة إسرائيل للقضاء عليها وتحرير فلسطين وتعبيد طريق القدس، ذهبوا إلى أرض غريبة، يقاتلون هناك، ويموتون هناك، يدافعون عن نظام لا أعرف ما إذا كان يستحق التضحية من أجله أم لا. يا سيد حسن أرجو أن تجيبني: هل يستحق هذا النظام كل هذا العناء، هل يستحق أن نضحي بحسن وخيرة شبابنا ورجالنا من أجله، في الوقت الذي يتفرج علينا العدو الإسرائيلي؟. سكت السيد حسن برهة ليتأكد من أن أم حسن أفرغت ما لديها، عدّل من وضعية نظارته، كاد أن يتكلم لولا مقاطعة دخول أحدهم وهو يحمل صينية عليها أقداح الشاي. الواقعة أعلاه من وحي الخيال، لكن ليس ما يمنع أن تكون قد حصلت بالفعل.