12 سبتمبر 2025
تسجيلأردتُ تأخير الكتابة عن التربية والتعليم إلى ما بعد انتهاء العام الدراسي الحالي 2018 /2019، ولكن مع صدور القرار رقم (17) لسنة 2019 من وزارة التعليم والتعليم العالي والقاضي" بتشكيل لجنة لدراسة التقويم الأكاديمي للأعوام الدراسية الأربعة القادمة". آثرنا الكتابة الآن لما ترتب عليه من ردود أقوال سلبية؛ فمن ضمن ما قيل (بأن هذا القرار ما جاء إلاّ لإسكات صوت المجتمع وضجره من طول العام الدراسي الحالي والقادم، أو لتلطيف درجة الحرارة المرتفعة في المجتمع حول طول السنة الدراسية، وتمطيطها تحت مسمى أيام التمدرس)، لذلك نقول لكل أولئك: لماذا هذه السلبية؟ فلنتفاءل بهذا القرار وننظر إليه بإيجابية وسعة صدر، وبعد ذلك نحكم على مخرجات اللجنة من قرارات وتوصيات- التي نأمل منها أن تُعالج المشكلة بجدية وإيجابية، وأن تراعي فيها مصلحة المجتمع بصفة عامة، وأبنائنا الطلاب والمعلمين والإدارة المدرسية بصفة خاصة، فلا نستعجل الأمور، ولنتريث في قادم الأيام! أعضاء اللجنة الكرام نضع بين أيديكم هذه الاقتراحات والأفكار والمبادرات، التي تعبر عن صوت المجتمع ورأيه المتمثل في حديث المجالس، وفي صفحات الصحف، ومن على منصات التواصل الاجتماعي، لعلنا نجد منكم آذاناً صاغية وقلوباً مفتوحة، وأنتم أهلاً لذلك، وهي: - الأولى: تقليص طول العام الدراسي: لقد ضاقت بأبنائنا الطلاب السبل بسبب طول العام الدراسي؛ فالفصل الأول قصير في مقابل الفصل الثاني الذي يتصف بالطول والملل، والتعب والكلل، مما أدى إلى كثرة الغياب بسبب أو بدون سبب، وإهمال الطلاب ونسيان ما درسوه خلال الفترة الدراسية الطويلة، لا سيما وقد تخللتها إجازات رسمية، ومما زاد الطين بلة أن العام الدراسي القادم 2019 /2020 كذلك طويل، فمن المسؤول عن كل ذلك؟ وقد تكون نتائجهم غير مرضية في هذا العام، فمن المتسبب عن تردي نتائج الطلاب لا قدر الله؟!. الثانية: تحديد تواريخ ثابتة: إن الدول الأخرى بشكل عام تحدد العام الدراسي بتواريخ ثابتة، تُعرفُ فيه الإجازات والأعياد الرسمية، ونهاية العام الدراسي، أما نحن فأعوامنا الدراسية تواريخها متغيرة ومواعيدها غير ثابتة، فما الذي يمنع أن نجعل أعوامنا الدراسية ثابتة في بدايتها ونهايتها؟ بمعنى أن العام الدراسي يبدأ في شهر 9(سبتمبر) كما كنا في السابق، وينتهي كلية في شهر 5(مايو) وكلها أيام تمدرس فعلية، أرجو أن لا ننسى أن درجة الحرارة عندنا ترتفع في أشهر يونيو ويوليو وأغسطس، فارحموا طلابنا رحمكم الله وكذلك المعلمين الكرام والإدارة المدرسية، فالطالب إنسان، والمعلم إنسان، وكل من يعمل بالميدان المدرسي إنسان، فلتراعى الجوانب الإنسانية والمهنية في مثل هذه القرارات، وأن لا نبخل عليهم بإجازة مدتها ثلاثة أشهر المرتفعة حرارتها، فمهنة التعليم من أصعب المهن ولا أحد يستطيع أن ينكر هذا. الثالثة: لماذا يتم تطويع العام الدراسي الحكومي مع إجازات المدارس الخاصة؟ لقد أصبحت المدارس الخاصة هي الأساس وتفرض إجازاتها على المدارس الحكومية. فإذا أرادت المدارس الخاصة أن تكون تابعة للعام الدراسي الحكومي فليكن، وإلاّ فليكن لها إجازاتها ومواعيدها الخاصة، وليتحمل ولي أمر الطلاب قرار اختياراته؛ إذ لا ينبغي أن تكون مدارسنا الحكومية تابعة لها في الإجازات كما يحدث الآن. ولم ينته الدرس! "ومضة" التربية والتعليم صناعة وحياة ونهضة مجتمع، وليست بضاعة!. [email protected]