10 نوفمبر 2025

تسجيل

في سبيل شموخ وكرامة الوطن

02 يوليو 2017

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين.. أستهل مقالتي بقوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ). إن ما يشهده وطننا الغالي من أوقات عصيبة بسبب ظروف وأحداث فرضت علينا من أخوة وجيران لنا بحكم الجغرافيا السياسية وتربطنا بهم وشائج القربى والعقيدة والقيم والمصالح المشتركة .. وكنا نعدهم سورنا الحصين من نوائب الدهر ... لأمر يحير العقل ويشتت الفكر ويدمي القلب ويهز الوجدان.... فرض علينا واقع مؤلم ومضحك ومبكِ في نفس الوقت من اخوة لنا لانستغرب ان سميناهم (اخوة يوسف عليه السلام ) أبناء نبي الله يعقوب عليه السلام، وماوقع منهم من ظلم واعتداء بحق اخيهم نبي الله يوسف عليه السلام والذي حفظه الله رب العالمين من كيدهم ورفع مقامه وشأنه. فماحدث ويحدث من هؤلاء الجيران الأشقاء ( المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية ومملكة البحرين) منذ أسابيع من قطع للعلاقات ومحاصرة لدولة قطر وطرد المواطنين من تلك البلدان اكثر قساوة وفضاعة مما حدث من اخوة يوسف مع اخيهم علية السلام ...... وكيف لا وهو يحدث ضد دولة لها سيادتها ومكانتها وتاريخها الناصع ومواقفها المشرفة وشعب حر ابي كريم له مواقفه الانسانية ويشهد لهما التاريخ بذلك ، فماحدث من هذه الدول الثلاث تجاوز لكل الأخلاق والقيم والتوقعات لعدم وجود مبرر لهذه التصرفات والقرارات الهوجاء ضد دولة قطر وشعبها ، بل وبدون مبالغة تعتبر هذه القرارات والتصرفات اللامسؤولة أمرا شاذا في تاريخ العلاقات الدولية.... فالدول قد يحدث بينها سوء فهم وخلافات وتحدث بينها قطيعة عندما يكون هناك أسباب قوية تدفعها لذلك، وبعد أن تقدم الدولة المتضررة أدلتها وبراهينها القاطعة التي تثبت ذلك الاعتداء أو الضرر الذي لحق بها .... ثم تبدأ المفاوضات والمناقشات بين هذه الدول وضمن مفهوم السيادة لكل دولة وعلى ضوء ماتفرضه العلاقات الدولية من انتهاج أطر قانونية في المناقشات والمفاوضات وتحت إشراف الوسطاء أو المنظمات الاقليمية وعندما يتم الفشل في حلها يتم اللجوء للامم المتحدة ومجلس الامن الدولي والمنظمات المتخصصة الاقليمية والدولية . أما ماقامت به هذه الدول من تصرف بحق دولة قطر وشعبها فهو أمر مخالف للاعراف والقيم والأخلاق والقانون الدولي ، بل يقوم على الرغبة في الحاق الأذى بدولة قطر الأمر الذي يعتبر سابقة خطيرة في العلاقات الدولية .... فهذه التصرفات والقرارات بالمقاطعة والمحاصرة دون أي مبرر أقرب للبلطجة ونظام الغاب منها للقانون الدولي في حل النزاعات بين الدول ... كما انه ليس هناك أي مبرر لهذه القرارات والتصرفات الصادرة من هذه الدول إلا انتهاك لحقوق شعب وسلب لكرامة وطن له سيادته الكاملة ، بل ان القرارات التي اتخذوها في جنح من الليل جاءت في اطار مؤامرة دنيئة وماكرة تمت المبالغة في طلباتها وأهدافها ومن خلال حملة اعلامية هوجاء تطبل بالكذب والافترات ، فلم يسبق لاي دولة في التاريخ الحديث، أن اتخذت مثل هذه القرارات الخطيرة والمخالفة للقيم والاخلاق وللقانون الدولي ضد دولة اخرى بدون مقدمات وبهذه السرعة الهائلة ، حتى وان كانت بينهما حروب قائمة ، خاصة وأن إحدى هذه الدول الثلاث لم تفعل ذلك مع من يحتل جزرها منذ سنوات طويلة .... فلم تقاطعه ولم تهاجمه من خلال أبواقها الاعلامية الجوفاء بل تربطها به علاقات دافئة ويشهد على ذلك الصفقات التجارية الهائلة بينهما والزيارات المتبادلة والتعاون القائم بينهما في مختلف المجالات. وعندما طلبت منهم دولة قطر ودول العالم الاخرى ابداء الاسباب التي قاموا بناء عليها بهذه المسرحية الهزلية والخائبة لم يستطيعوا في حينه التلفظ بكلمة واحدة .... وعندما واجهتم ضغوط الدول الكبرى وطلبت منهم إبداء الأسباب اضطربت أحوالهم واختل تفكيرهم لوقفة العالم الحر ضدهم فهرعوا يبحثون عن مايقدمونه من أسباب لهذه القرارات العقيمة والواهنة ضد قطر فأخذوا يتبادلون الشورى بينهم ...... ولا نستبعد ان يكون الشيطان رابعهم، طبعا اذا استبعدنا مصر من القائمة فهي ليس بغريب عليها ماتقوم به تجاه دولة قطر من تجاوزات ومهاترات لاسباب غير معلومة منذ وصول السيسي وشلته للحكم إلا اذا كانت تلك المواقف بسبب مناصرة دولة قطر للحق والدفاع عن المظلومين و رفض الانقلاب على الديمقراطية وعلى رئيس منتخب أو بسبب انتهاء موسم حصاد الارز الذي لم يعد يصل لرئيسها الذي أدمن عليه ، لذلك سنستبعدها في هذه المقالة عن العتب أوالتعرض لموقفها السلبي الدائم مع دولة قطر على الرغم من مواقف قطر الكريمة معها ومساعدتها لها منذ وقت طويل. وبعد ولادة عسيرة لورقة المطالب المعوجة من الثلاثي المعروف والتي جاءت على شكل قائمة ينقص عنوانها كلمة الحق وتفتقد عناصرها اسلوب المنطق..... بل تدل على خبث النوايا والاهداف الحقيقية التي يسعون اليها حيث تختصر في مجملها تحت عنوان انتهاك سيادة وكرامة وحقوق دولة قطر الحرة الأبية عضو مجلس التعاون وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة . ولا أعتقد ان من قام بوضع هذه القائمة والتي اقل ما توصف بانها شروط إذعان والتي يعرف رجال القانون معناها وما تتضمنه عادة مثل هذه الشروط من إجحاف طرف بحق طرف اخر وفرض شروطه عليه ...... بانها عادة ما تفرضها الدول المنتصرة بعد نزاع سياسي وخلافات عميقة وحروب دامية ضد دولة ما وهزيمتها في ميدان المعركة واستسلامها ، كما حدث بين دول التحالف ضد المانيا واليابان بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية .. وليس مع دولة جارة وشقيقة . ومن المضحك في هذه القائمة الهزلية المطالبة بتخفيض التعاون مع ايران وهم لايطبقون ذلك على أنفسهم فإحدى هذه الدول الثلاث جزرها تحتلها إيران منذ زمن طويل وتقيم علاقات متميزة مع المحتل بل هناك تبادل تجاري وتعاون بينهما. كما ان هناك من الشروط ماهو اكثر عجبا.... وهوالتدخل في شؤون قطر الداخلية وسياستها بما فيها ما يخص تعاونها العسكري مع الجمهورية التركية الشقيقة و طلبهم من قطر اغلاق قناة الجزيرة الفضائية والتي تعتبر اليوم نافذة العالم الحر وكاشفة فساد المنحرفين.... والادهى والامر من ذالك هو طلبهم من دولة قطر الرد على هذه المطالب في ايام معدودات والا الويل والثبور وعظائم الامور لها بما في ذلك الغاء هذه المطالب ، وكأنهم يتعاملون مع طالب في المدرسة يقدم امتحانا تحريريا وعليه الاجابة على الاسئلة خلال وقت محدد وإلا تم سحب ورقته ... وليس مع دولة لها سيادتها وحرية اتخاذ القرارات التي تناسبها. والسؤال هنا لهولاء الاشقاء الثلاثة فيما يخص طلبهم بتجريم حركة المقاومة الاسلامية (حماس) واعتبارها حركة ارهابية كيف لهم ان يقولوا ذالك ,, قال تعالى( فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ) وكيف لهم ان يطلبوا من دولة قطر ذلك الامر وهم بالامس يتبنون منهج المقاومة الفلسطينية في الدفاع عن ارضها وشعبها ويستقبلون قادة حماس ويمدونهم بالمال والسلاح والدعم المعنوي والاعلامي واليوم يتنكرون لها ويقاطعونها ويعتبروها منظمة ارهابية وهي التي تدافع عن شرف الامة ضد عدو مغتصب...... بل ان بعض هؤلاء الاشقاء يقيمون علاقات مع اسرائيل بشكل واضح او في الخفاء ويباركون لها فرض الحصار على الشعب الفلسطيني. ان من يعاتب دولة قطر ويريد ان يحاسبها على سياستها الداخلية والخارجية وهو لايطبق ذلك على نفسه جدير به ان يراجع نفسه ويتأكد من سلامة موقفه ومايطالب به والاهم من ذلك هو وجوب التأدب في التعامل مع بلد له مكانته وسيادته ... وعليه ان يتذكر قول الشاعر (لاتنهى عن خلق وتأتي مثله عار عليك اذا فعلت عظيم). ان قطر الشامخة لم ترتكب يوما ما خطأ تحاسب عليه أو ذنبا تعاقب عليه فتاريخها ناصع البياض وأياديها الكريمة لها لمسات في كل مكان سواء كان ذلك في عالم السياسة والمتمثل في حل المشاكل واصلاح ذات البين بين المتخاصمين، وما جمهورية السودان و قضية دارفور وغيرها الا دليل على ذلك وكذلك مساهمتها بقواتها المسلحة في الدفاع عن الاشقاء بدول مجلس التعاون خلال غزو العراق لدولة الكويت والدفاع عن حدود المملكة العربية السعودية واستشهاد وجرح ابنائها في ميادين القتال وكذلك مساهمتها في الاقتصاد العالمي بما في ذلك مساعداتها للدول الفقيرة و ما الدور الذي تقوم به جمعياتها الخيرية الا دليل على دورها البارز والمتميز والذي لايمكن لاحد أن ينكره الا جاحد وناكر للجميل، كما لاننسى حرصها على حقوق الضعفاء والمستضعفين ونصرة المظلوم وردع الظالم. وخلاصة الامر ان المطالب التعسفية لهذه الدول الثلاث من دولة قطر يتضح فيها التعنت والغرور والمبالغة ومحاولة تركيع وطنناالغالي والذي لم ولن يركع الا لله عزوجل الكبير الجبار قاصم المتكبرين والجبابرة بل ان فيه تدخل في قرار قطر السياسي وانتهاك لحقها في كلمتها ورأيها الذي منحتها اياه الاتفاقيات والمعاهدات والمواثيق ووقوانين وانظمة الامم المتحدة . ومن وجهة نظري الشخصية انها مطالب مرفوضة جملة وتفصيلا لقيامها على أمور مكذوبة وطلبات لايقبلها عقل ولا يستسيقها منطق وتنتقص من سيادة وكرامة وحقوق دولة قطر واليوم وفي هذه الظروف الحالكة يتوجب علينا كقطريين وعرب شرفاء و كل من يقيم على ارض هذا البلد الحر الابي ان نستنكر مايحدث من هذة الدول تجاة قطر الابية وان نتكاتف جميعا ونقف في وجه الظلم واهله وان يساهم كل منا بجهده لرفع الحصار عن بلدنا وانني كواحد من ابناء وجنود هذا الوطن الغالي اؤيد قرار قيادتنا الرشيدة برفض اي شروط أو مطالب قدمت من هذه الدول المعتدية لان فيها انتهاك لحقوق وكرامة وسيادة الوطن فمطالبهم واطماعهم لن تتوقف عند هذا الحد!!!! حفظ الله قطر وشعبها وقيادتها الرشيدة