13 سبتمبر 2025

تسجيل

خادم العلم الشيخ عبدالله الأنصاري (1-2)

02 يوليو 2016

الشيخ الجليل العلامة الفلكي خادم العلم عبدالله بن إبراهيم بن عبدالله الأنصاري، والشيخ له نسب عريق في الصالحين حيث ينتهي نسبه إلى الصحابي الجليل سعد بن عبادة الأنصاري الخزرجي رضي الله عنه وأرضاه. والشيخ سليل أسرة عربية كريمة، أسرة علم وبر وفضل. نشأ الشيخ نشأة صالحة دينية في كنف والده الشيخ العابد الصالح الكريم إبراهيم بن عبدالله الأنصاري قاضي الخور الذي رباه وتعهده، وبدأ يقرأ القرآن وهو ابن خمس سنين على يد والده الذي كان له كُتَّاب يدرس فيه أبناء المسلمين القرآن الكريم واللغة العربية، ثم أجلسه للتلقي عنه وتحصيل العلم، فحفظ الشيخ عبدالله كتابَ الله، وهو لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره، كما قرأ عليه بعض الكتب في الفقه والحديث والنحو، وحفظ بعضها.ولانشغال والده في أمور القضاء قرر الأنصاري الارتحال لطلب العلم، وكانت منطقة الأحساء بالمملكة العربية السعودية في تلك الأيام محطة من محطات العلم والعلماء، فرحل إليها وهو ابن ستة عشر عامًا، ليلتحق بمدرسة الإمام محمد أبو بكر الملا ويتلقى العلوم منها ومن غيرها من مدارس العلم المنتشرة في الأحساء كمدارس آل الشيخ مبارك، والشيخ العَلَجِي، فكوَّن قاعدةً علمية أتاحت له بعد عامين أنْ يقوم بالتدريس في قطر.وبعد فترة قصيرة من عودته تاقت نفسه لطلب العلم مرة أخرى، فاتجه هذه المرة إلى مكة المكرمة، وفي الطريق التقى مجموعةً من العلماء في الرياض أخذ منهم العلم، كان من أشهرهم الشيخ محمد بن مانع المانع رحمه الله. وأكمل رحلته للحج والتعلُّم ليلتحق بالمدرسة الصولتية بمكة، ومدرسة الحرم، ويتتلمذ على أيدي علماء هاتين المدرستين، كالشيخ المشاط، والإمام علوي المالكي، والشيخ رحمت الله الهندي، وآخرين.ثمَّ عاد إلى قطر ليلتحق بالمدرسة الأثريَّة التي أسسها الشيخ بن مانع في الدوحة. ثم ارتحل بعد ذلك إلى المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية، ليؤسس أول مدرسة نظامية هناك، في مدينة دارين، ويتولى قضاء ناحية القطيف بها.عام 1372هـ دعاه الوطن على لسان حاكمه الأسبق العالم الأديب الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني رحمه الله، من ولي عهد الملك عبدالعزيز الأمير سعود بن عبدالعزيز فسمح له الأمير سعود بالعودة إلى قطر، وذلك بواسطة الشيخ محمد بن مانع الذي كان مديرًا للمعارف السعودية في ذلك الوقت.بعد أن رجع الشيخ عبدالله بن إبراهيم الأنصاري من المنطقة الشرقية واستقر في الدوحة قام بافتتاح أول معهد ديني فيها وذلك عام 1374هـ، وقام بإدارته والإشراف عليه، وإلقاء بعض الدروس الدينية فيه، كما وضع الخطط والبرامج والمناهج له. من ناحية إدارة الشؤون الدينية، فقد أسهم في تأليف، وتحقيق، طباعة، ونشر، العديد من الكتب تجاوزت المائتي عنوان، معظمها من أمَّهات الكتب والمراجع الرئيسية في الفقه والتفسير والحديث واللغة والأدب والتاريخ والطب والفلك.وغدًا نواصل ذكر فضائله وخدمته للعمل وكيف أسهم الشيخ رحمه الله- في الكثير من الأنشطة الخيرية الإسلامية.