12 سبتمبر 2025
تسجيلنحن هنا في هذه الحياة في مدرسة مهنية من نوع غريب، حيث إن كلا منا لا يتعلم، ثم يدخل الاختبار، وليس الغريب استمرار الاختبار مدى الحياة فحسب، ولكن الغريب أيضا تنوع أساليب الاختبار، فهذا ممتحن بذكائه وهذا بغبائه، وهذا ممتحن بفقره وذاك بثرائه، وهذا بصحته وذاك بمرضه، وهذا بشهرته وذاك بخموله... اختبارات عجيبة وفريدة، ونتائجها مصيرية.وحين نرحل عن هذه الدُنَى نكون قد أدينا الامتحان النهائي الحاسم، وهنيئاً لمن أجاب على أسئلته بصورة صحيحة، والويل لمن أجاب عليها بصورة خاطئة، يقول تعالى في توضيح هذه الحقيقة: (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور)، "الملك: 2".ويقول سبحانه: (فمن زُحزِح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور)، "آل عمران: 185".إن المشكلة الكبرى هي أننا لا نعرف متى ينتهي وقت الامتحان، ويسحب الملاحظون أوراق الإجابة، كم أخطأ الناس في توقعاتهم لمدة الاختبار؟ وكم من الناس أطلقوا الصيحات والرجاءات من أجل تحديد مدة الامتحان نصف ساعة، حتى يتوبوا ويرجعوا، فلم يستجب لهم، ولم يلتفت إليهم: (فأخذناهم بغتة وهم لا يشعرون)، "الأعراف: 95".وقال تعالى: (فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون)، "الأعراف: 24".قال صاحبي: ماذا يعني هذا بالنسبة لشبابنا.قلت: يعني الآتي:1- علينا أن نوسع دائرة إحساسنا بتصرفاتنا وأعمالنا لنكون دائماً وأبداً تحت المراقبة، ولنؤدها كما يحب الله تعالى.2- إذا وقع أحدنا في خطأ أو زلة، فإن المطلوب منه هو المسارعة إلى التوبة، وإلى التصحيح قبل أن يلقى الله -سبحانه – وهو في حالة سيئة.3- ينبغي علينا أن نوطن أنفسنا على مجاهدة النفس وكبح الشهوة على نحو دائم.4- من المهم أن نبتعد عن أولئك المستخفين بالاختبار والغافلين عنه، حتى لا ننجرف معهم فنخسر خسارة كبرى يصعب تحديدها الآن.والله من وراء القصد.