18 سبتمبر 2025
تسجيلبعد أن صنع لهم قائد الانقلاب ثورة بديلة ولكنها على الإسلام صارت تطرح قضايا ليس لها وجاهة إلا في خطورتها على الهوية الدينية والثقافية لمصر والأمة مثل إنكار عذاب القبر وإنكار مشروعية الحجاب، وإسقاط اعتبار الكتب الصحاح والطعن في الأئمة الأربعة.. إلخ .. دار بيني وبين صاحب لي على موقع التواصل نقاش كان طمعي منه إقامة الحجة عليه (ولعلهم يتقون).وكان النقاش حول الحجاب.. صاحبي قال: اللباس اختيار شخصي، وليس له علاقة له بالدين ولا بالأخلاق.قلت.. ولكن الله تعالى يقول في سورة الأحزاب ( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن) فالخطاب لكل النساء، ويقول في سورة النور: ( وَقُل للمُؤمِنَاتِ يَغضُضنَ مِن أَبصَارِهِن وَيَحفَظنَ فُرُوجَهُن وَلاَ يُبدِينَ زِينَتَهُن إِلا مَا ظَهَرَ مِنهَا وَليَضرِبنَ بِخُمُرِهِن عَلَى جُيُوبِهِن) وفي تفسير هذه الآية تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: "يرحم الله نساء المهاجرات الأُول؛ لما أنزل الله وَليَضرِبنَ بِخُمُرِهِن عَلَى جُيُوبِهِن شققن مروطهن فاختمرن بها"، رواه البخاري.قال: دعنا من نصوص الإسلام؛ فليس هذا اختصاصي.قلت: أي دين إذن الذي تعتقد أنه لا علاقة له بالحجاب والسفور ؟قال: كل الأديان لا علاقة لها به سوى الإسلام .قلت : إذن تتفق معي أن الإسلام له علاقة بتشريع الحجاب والحشمة وتحريم السفور .. قال: افترض ذلك.قلت: وهل يهمك أن تسمع عن علاقة الأديان الأخرى بالحجاب ؟قال : أسمعني.قلت : كل الأديان ترفض الفاحشة التي هي نهاية طريق أوله السفور المنقص للحياء والموصل للافتتان .. ولباس الراهبات دليل على أن الستر والحشمة تكليف ديني. قال: لباس الراهبات يعبر عن نوع من الزهد وليس استجابة لتكليف ديني.قلت: وإذا لم ترغب راهبة في الزهد؛ فلبست لباس البحر داخل أو خارج الكنيسة؛ هل تتوقع أن يقبل ذلك منها ؟ وإذن فهو ليس مجرد اجتهاد فردي ولا مجرد زهد شخصي .. ثم سقت له من نص إنجيل كورنثوس الأولى 11 / 6 قوله "الْمَرْأَةُ إِنْ كَانَتْ لاَ تَتَغَطَّى فَلْيُقَصَّ شَعَرُهَا ، وَإِنْ كَانَ قَبِيحاً بِالْمَرْأَةِ أَنْ تُقَصَّ أَوْ تُحْلَقَ فَلْتَتَغَطَّ ) وإذن فالمرأة في دين النصارى مخيرة بين أن تتغطى أو يقص شعرها عقابا على المخالفة .. ألا يدل هذا على تكليف شرعي ؟ قال: دعني من كل الأديان وناقشني بالعقل.. أليس التدخل في لباس المرأة تدخل في خصوصيتها ؟ قلت: أرأيت لو أن امرأة خرجت للشارع تشاغل الشباب وتغويهم ؛ هل يقال إنها تمارس خصوصياتها ؟ مثل ذلك أن تخرج علبهم بلباس فاضح فهي إذن تغويهم؛ فكيف تعتبر ذلك خصوصية؟ خصوصيتها ما يكون داخل بيتها ومع نفسها ؛ أما إن ترتب من فعلها ضرر على غيرها وفتنة للناس فإن دعوى الخصوصية تصير غير واقعية. قال: الفتنة في المرأة المحجبة أكثر؛ أنا أحدثك عن نفسي وما أشعر به !! سألته: لو كنت في طريق ورأيت ثلاث نساء واحدة محجبة والثانية سافرة والثالثة عارية .. أيتهمن التي تفتنك فتشغل فكرك وربما تدفعك لتصرف غير لائق ؟ وأيتهن يشجعك ظاهرها على أن تتهيبها وعلى أن تقصدها بالاحترام ؟قال: المحجبة أتهيبها وأحترمها؛ ولكن تظل لدي رغبة في التعرف والاطلاع.قلت: ليس هذا الإحساس هو الفتنة ما دام في حدود التهيب والاحترام، وكان لا يغريك بالعدوان. صاحبي انقطعت حجته.آخر القول: رغم هزيمته وانقطاع حجته إلا أنه لا يزال يكتب على صفحته ذات الشبهات التي أسقطتها له من فوق رأسه إلى ما تحت رجليه.. ذلك لأنه من الذين (جحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا).