18 سبتمبر 2025

تسجيل

بطولات "الفهود المنفردة" بفلسطين

02 يوليو 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); رغم كل ما جرى ويجري من تعسف وقهر وعدوان على الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، ورغم التنسيق والتعاون الأمني المعيب بين أجهزة السلطة والاحتلال،...تتزايد وتيرة المقاومة بكل أشكالها ضد جنود العدو وقطعان المستوطنين ، فمن طعن جندي بالقدس بالسكين الأسبوع المنصرم ،وقبلها قتل مستوطن وجرح آخرين في عملية إطلاق نار بطولية قرب رام الله تبنتها كتائب القسام ،إلى طعن مجندة إسرائيلية قرب بيت لحم الأثنين الماضي ،وفي اليوم ذاته أطلق مقاومون النار من أسلحتهم فأصابوا أربعة جنود إسرائيليين بالقرب من مستوطنة "شفوت راحيل" القريبة من مدينة نابلس ، وغير هذا الكثير . مصادر في الجيش الإسرائيلي نقلت عنه صحيفة (معاريف) الإسرائيلية، أفاد أن أجهزة الأمن بدأت ترصد في الآونة الأخيرة انبعاث نشاط الذراع العسكرية لحركة فتح "كتائب شهداء الأقصى" داخل مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية، الأمر الذي اعتبرته مصدر قلق ينذر لاحقاً بانفجار الأوضاع ، خاصة أن ذلك يأتي بموازاة محاولة بناء خلايا مسلحة لحركة حماس في الضفة الغربية، وفقا للصحيفة.إذن هي مقاومة مسلحة أخذت تنتشر بطولاتها في أنحاء الضفة الغربية المحتلة ، ما دفع الاحتلال إلى استشعار خطورتها عليه ، فأطلق عليها مصطلح "الذئب المنفرد" بغرض الإيحاء إلى الإسرائيليين بأنها أعمال فردية .اللافت بالفعل أن مثل هذه العمليات البطولية تحدث في وضح النهار، هذا أوّلا ، وغالبا بعد تنسيق الاحتلال مع رموز التعاون الأمني في أجهزة السلطة ،وهذا ثانيا، والأهم أيضا أن منفذيها يختفون عن الأنظار بسرعة أثارت حيرة وقلق لجنة التنسيق الأمني المشتركة .كما يحدث ذلك رغم الاستباحة التي تتعرض لها المقاومة في الضفة الغربية المحتلة ، ليس على صعيد الخلايا والنشطاء من اعتقالات ومداهمات فحسب ، بل على صعيد البرنامج السياسي للسلطة الفلسطينية الرافضة والمانعة تفجير انتفاضة شعبية مجددا لتغيير المعادلة الراكدة منذ سنوات، ورغم ما يتركه الانقسام الفلسطيني، وثنائية القطبية بين الضفة الغربية وقطاع غزة من تداعيات في المشهد الفلسطيني .حالة الاطمئنان في إسرائيل، هي الخطيئة الوطنية التي رضت بها السلطة الفلسطينية ،وهي نتاج التنسيق والتعاون الأمني معها، وفقا لتفاهمات أوسلو العام 1993 ، ولا أمل مع هذه القيادة، ولا أمل في التخلص من سطوة الاحتلال وجبروته، إلاّ بانتفاضة مسلحة عارمة كبعد استراتيجي دائم تعيد هيكلة الصراع مع هذا العدو من جديد .هذا هو المسار الأفضل ... تفعيل المقاومة بكل أشكالها بما فيها المسلحة، في كل المكوّنات الجغرافية لفلسطين ، وزيادة الإيمان الشعبي بالمقاومة وجدواها ، وإعادة بناء خلاياها وقواعدها الجماهيرية، وهبّة الشعب الفلسطيني، وتعزيز ثقافة الصمود والصبر ،وإعادة بناء ثقافة التمرد المجتمعية ودفعها للانطلاق ،والفعاليات المساندة لكل ما تقدم، من شأن هذه القوى مجتمعة أن تخرج قضية الشعب الفلسطيني من التيه الذي دفعته إليه سلطته وقياداته التي تخلت عن البندقية سعيا وراء حلول وتسويات لم ولن تعيد لهذا الشعب حتى اللحظة أي حقوق . وهناك حقيقة لا يجب أن تغيب عن البال ، تتمثّل بالتراجع المستمر في الآمال المعقودة على مشروع التسوية والمفاوضات، ووجود جيش الاحتلال عمليا في مناطق الضفة الغربية، فهذا مبرر قانوني مشروع وعقائدي لاستمرار حالة الاشتباك اليومي بين المواطنين وجيش الاحتلال.هذه القواعد الأربعة السابق ذكرها، إلى جانب المصالحة وترتيب البيت الداخلي الفلسطيني، وبناء سلطة وحكومة تعتمد على الشراكة الحقيقية بين المكوّنات السياسية للفلسطينيين على قاعدة الحفاظ على الثوابت ... سلاح آخر للردع يرعب الاحتلال ومستوطنيه . ويتفق مع هذه القناعة والرؤية ، تقدير إستراتيجي لمركز الزيتونة للدراسات ومقره بيروت ،ويضع ثلاثة احتمالات إزاء حال المقاومة بالضفة الغربية المحتلة، الأول أن تستمر أشكال المقاومة الفصائلية والمنفردة ضدّ الاحتلال، الثاني أن تتطور أشكالها لتتحول إلى انتفاضة جماهيرية شاملة ، والثالث هو دخول المقاومة مرحلة الكفاح المسلح رغم طبيعة الأوضاع الراهنة المتردية، السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية في الضفة الغربية ...وإلى الخميس المقبل.