11 سبتمبر 2025

تسجيل

الروح والريحان في زيارة بلاد السودان (4)

02 يوليو 2014

وقف بنا الحديث عند زيارة جامع الشيخ محمد الأمين الذي هو مقر الدورة العلمية الشرعية التاسعة عشرة وبعد أن دخلنا وصلينا ركعتي تحية المسجد امتثالا لقوله عليه الصلاة والسلام: "إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين" وقد صدح مؤذن الجامع بأذانه ذي النبرة والطريقة السودانية الخاصة المميزة والجميلة لتقام الصلاة فأبى إمام الجامع الشيخ عبادة تواضعا منه وحسن خلق إلا أن يقدمني فصليت بهم صلاة المغرب وقد قام أحد المشرفين على الدورة باسم جماعة أنصار السنة بترحيب بليغ حرك به المشاعر وألهب به العواطف مما دعاني إلى افتتاح الدورة بقولي :لو كنت شاعرا لنظمت فيكم القصيد ولو كنت أديبا لحبرت فيكم أجمل الكلمات ولكن حسبي أن أقول لكم جميعا والله إني لأحبكم في الله ثم شرعنا في المحاضرة الأولى عن فضل العلم وأهله وتحدثنا عن آداب طالب العلم مع نفسه ورفاقه ومشايخه ونبهنا على أهمية توقير الشيخ المعلم عند الأخذ عنه وأن على طالب العلم أن يكون في بداية الطلب في معزل عن التجريح والانشغال بالنقد مما ينعكس عليه في الطلبة ويجعله في مؤخرة الركب وبعد المحاضرة كانت الأسئلة من الطلبة والتي كانت ديباجتها من جميع الطلبة أحسن الله إليكم شيخنا الجليل وهذا إن دل على شئ فإنما يدل على حسن تربيتهم وتأهليهم من قبل أساتذتهم من أهل العلم وبعد الأجوبة والمناقشات رفع أذان العشاء وصليت بهم العشاء ركعتين وأمرتهم بالإتمام قائلا أتموا صلاتكم فإنا قوم سفر وقد طلب مني بعض المصلين بيان بعض أحكام المسافرين تبيينا لبعض العوام من المصلين وبعدها قام الطلاب والمصلون بالسلام الحار الجياش كاد يبكيني لما أحسسته منهم من فيض المشاعر وصدق المحبة ثم مضى بنا المنظمون للدورة والمشرفون عليها ليرونا بعض المعلقات عن الدورة وأهدافها وتاريخ نشأتها وتطورها وعن سيرة الشيخ العلامة عبد الله بن جيرن رحمه الله تعالى.