14 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); بضوء السرد التاريخي، وتراتبية الوقائع وأحداث الحياة مع ما يرافقها من الحراك البشري، واستنادا إلى علوم نقاء الدم في استقصاء تاريخ الأجناس البشرية وأصولهم، فإنّ اختلاطا للدم والأنساب قد رافق العبرانيين مع الأقوام والقبائل الأخرى التي مرّوا عليها، في هجرتهم وترحالهم من العراق إلى فلسطين، ومن فلسطين إلى مصر، ثم من مصر إلى فلسطين في زمن إبراهيم عليه السلام، ثم إلى أرض الحجاز في جزيرة العرب، ثم عودتهم إلى فلسطين، ثم ارتحالهم من فلسطين إلى مصر في زمن يعقوب عليه السلام، والتي استقروا فيها أزماناً ليست بالقصيرة، ثم انتقال من تبقى منهم مع القبائل والأقوام الأخرى إلى فلسطين مع نبي الله موسى بن عمران "عمرام"، ما وضع حدا فاصلا لنقاء الدم والأصل البشري.وأيضا في السرد التاريخي، أن نبي الله يعقوب عندما غادر أرض كنعان التي عم فيها القحط والجوع كباقي مناطق شرق المتوسط متوجها إلى مصر مع أولاده وأحفاده وذراريهم وعددهم نحو 70 فردا، كان عمره 130 عاما، ومكثوا هناك قرابة قرن ونصف، ومعنى هذا أن المُدَّة التي عاشها سيدنا إبراهيم ويعقوب النبي وسلالته في بلاد كنعان "فلسطين" 280 سنة تقريبا، وقد كانوا فيها غُرباء لا يَملكون من أرضها ذراعًا ولا شبرًا، أما الفترة التي عاشها أبناء يعقوب وسلالتهم في مصرَ حتى أخرجهم نبي الله موسى مع الأقوام الأخرى، فبلغت 430 سنة، وكانوا أيضًا غرباءَ ومستعبدين من فراعنة "ملوك" مصر القديمة لا يملكون شيئًا، كما جاء في (سفر التكوين)، وأصبحوا خلالها عبيداً يعملون في بناء الأسوار والسدود المائية والمعابد والتماثيل والزراعة بالسخرة، إلى أن خرج قسم منهم مع موسى النبي حوالي 1260 قبل الميلاد.يذكر الشيخ عبدالمعز عبدالستار، في كتابه (اقتربَ الوعدُ الحقُ يا إسرائيل) قائلاً:"لو كانت الأرض تُملك بطول الإقامة في زمن الغُربة، لكانَ الأوْلى بهم أن يُطالبوا بِمِلْكيَّة مصر التي عاشوا فيها (430) سنة، بَدَلَ فلسطين التي عاش فيها إبراهيم وأولاده بالتقدير(280) سنة، وخرجوا منها (70) نفسًا "ذرية يعقوب وأبناؤه وأحفاده"، ويضيف: "لو جَمعتَ كلَّ السنواتِ التي عاشوها في فلسطين، ما بلغت المدَّة التي قضاها الإنجليز في الهند أو الهولنديون في إندونيسيا، فلو كان لمثل هذه المدَّة حقّ تاريخي لكان للإنجليز والهولنديين أن يُطالِبوا به مثلهم". بعد هذه اللمحة التاريخية المختصرة عن الفلسطينيين والعبرانيين، ولتفنيد مزاعم من يدّعون أنهم ينتسبون إليهم،"الإسرائيليون الحاليون"، يمكننا القول بأن ادعاء هؤلاء بحقهم التاريخي بأرض فلسطين هي ادعاءات باطلة، وليس لها ما يدعمها جغرافياً أو تاريخيا، فتاريخ المنطقة أثبت بأن العبريين أقوام جاءت في هجرات متتالية إلى فلسطين من بلاد ما بين النهرين وغيرها، وبعد فترة من الزمن انتقلوا مع نبي الله يعقوب إلى أرض مصر في زمن ولده يوسف النبي "يوزرسيف باللغة المصرية القديمة "، ليصبح بسبب مجموعة من الأحداث عايشها، أكثر الرجال نفوذًا في مصر وليتبوّأ منزلة رفيعة إلى جانب فرعون، وعاشوا هناك ردحا من الزمن، نشروا خلالها عبادة التوحيد بين أهلها، وناصبهم العداء كهنة المعابد الوثنية وباتوا ضحايا دسائسهم ومؤامراتهم لدى فراعنة "ملوك" مصر، إلى أن أنقذهم الله تعالى بالقائد النبي موسى ابن عمرام "عمران" فقادهم بأمر من الله مع الأقوام الأخرى المستعبدين الذين ساروا معه من أرض مصر، هربا من ظلم فراعينها إلى أرض فلسطين، لكنهم بعد وفاته، دخلوها كمحتلين وغزاة، مخالفين بذلك ما ورد في شريعة سيدنا موسى، وقد أخبرنا القرآن الكريم بأن يكون انتقالهم إلى الأرض المقدّسة والمباركة "دخول"، وليس "غزوا" بالقتل والتدمير، وأن مهمتهم الاستقرار في بلد آمن حيث يتحررون من العبودية والظلم، ودعوة أهلها إلى التوحيد وترك عبادة الأصنام والتماثيل، وقد كفل لهم الله أن يكونوا خلفاء في هذه الأرض إن تمسّكوا بشرعه، ولم يعصوا أوامره مدى الحياة، لكنهم بحسب ما حدّثنا به القرآن الكريم في العديد من السور والآيات عصوا أمر الله فغضب وحرّم عليهم دخول الأرض المباركة لسنوات طويلة، لتنتهي هذه المرحلة من سيرة قوم موسى... (يتبع)