15 سبتمبر 2025
تسجيلقال تعالى: ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) وقال تعالى: ( وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم ) . وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالصمت ، إلا إذا كان الكلام خيرا ، قال صلى الله عليه وسلم : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرا أو ليصمت ) ، وقال تعالى: ( لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً ) إن آفات اللسان كثيرة ومتنوعة: فالآفة الأولى: الكلام فيما لا يعني ، وفي الحديث الصحيح: ( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ).الآفة الثانية: الخوض في الباطل ، وهو الكلام في المعاصي ، والتحدث عنها بما يروجها بين الناس ، ويشيع الفاحشة بينهم ، ومن ذلك ما يقع في المجتمع من المخالفات التي يرتكبها بعض الأفراد ، فإن التحدث عنها في المجالس يفرح الأشرار والمنافقين ، ويشيع الفاحشة في المؤمنين وقد قال الله تعالى: ( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلم ) .الآفة الثالثة: التكلم بالفحش والسب والبذاءة والشتم ، فإن بعض الناس يعتاد النطق بلعن الأشخاص والأماكن والدواب ، فيكون النطق باللعنة أسهل الألفاظ عليه ، وربما يواجه بها صديقه وصاحبه والعزيز عليه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( لعن المسلم كقتله )، الآفة الرابعة: كثرة المزاح فإن الإفراط في المزاح والمداومة عليه منهي عنهما، لأنه يسقط الوقار، ويوجد الضغائن والأحقاد ، أما المزاح اليسير النزيه فإنه لا بأس به ، لأن فيه انبساطا وطيب نفس ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يمزح لكنه لا يقول إلا حقا.الآفة الخامسة: الاستهزاء والسخرية بالناس ، وتتبع عثراتهم ، والبحث عن عوراتهم ، والتندر بذلك ، وانتقاصهم ، والضحك منهم ، قال تعالى: ( ويل لكل هُمزة لُمزة ) يعني الذي يزدري الناس وينقصهم قيل: الهمز بالقول، واللمز بالفعل، توعده الله بالويل وهو كلمة عذاب ، أو واد في جهنم نعوذ بالله من ذلك.الآفتان السادسة والسابعة: الغيبة والنميمة ، هما من كبائر الذنوب ، والغيبة: ذكرك أخاك حال غيبته بما كره، والنميمة: نقل الحديث بين الناس على وجه الإفساد ، وقد شبه الله المغتاب بآكل الميتة ، وفي الحديث: ( إياكم والغيبة فإن الغيبة أشد من الزنا، إن الرجل قد يزني ويتوب، ويتوب الله عليه، وإن صاحب الغيبة لا يغفر له حتى يغفر له صاحبه )، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن النمام يعذب في قبره. وأخبر أن النمام لا يدخل الجنة يوم القيامة ، فقد روى البخاري ومسلم: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا يدخل الجنة نمام )، والنمام يفسد بين الناس، ويزرع في القلوب الأحقاد والأضغان، ويهدم البيوت، ويخرب الأوطان، وقد قال تعالى: ( ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم مناع للخير معتد أثيم ) .