13 سبتمبر 2025
تسجيلالتاريخ هو سلسلة طويلة من الحوادث بدأت مع بدء الخلق ولن تنتهي الا بانتهائه مهما كانت تلك الحوادث صغيرة أو كبيرة فالتاريخ يعاملها على أنها حادثة. أما التأريخ فهو ما استطاع الانسان العاقل، أن يرسمه ويكتبه ويدوّنه وينقله للأجيال القادمة عبر الرواية الشفوية، أوالكتابة الخطية، أو الرسومات البسيطة، ما رأه أو سمعه مما تناقلته الاخبار من هنا وهناك، ومن أبرز اقسام ومجالات التأريخ، تأريخ وتوثيق سير الشخصيات.أن أهمية تأريخ وتوثيق سير الشخصيات الوطنية في دولة قطر تعود إلى انها تمثل تاريخ حقبة زمنية من عمر الدولة. ويستلزم ان يشمل توثيق السير الخاصة بالشخصيات والفعاليات الوطنية في دولة قطر من مختلف القطاعات السياسية، والاقتصادية، والثقافية، والاجتماعية لأنها تشكل الأرشيف الرسمي والتاريخي لدولة قطر. يقول الكاتب والمؤرخ المعروف حبيب الصايغ " ان في توثيق هذه السير ترسيخاً لفكرة تواصل الاجيال، وتطويق القطيعة فيما بينها، وتلبية مطلب تحقيق الهوية الوطنية، باعتبار أن تاريخ هؤلاء مكون اساسي من مكونات الهوية والتربية الوطنية". ويضيف كذلك" وفي الحقيقة أن هذه الشخصيات أعطت وبذلت من أجل نهضة الوطن، والواجب على كتاب وأدباء وأكاديميي الدولة البحث في حياتهم وأعمالهم وتوثيق كل ذلك بالأساليب والمناهج العلمية، سواء عبر الكتب والمطبوعات أو الصور، أو الاقراص المدمجة أو المواد الفلمية". واعتقد بأهمية دخول سير الشخصيات القطرية الموثقة والمحكمة مناهج المدارس، والجامعات، وكذلك حضورها في صفحات الصحف ووسائل الاعلام المسموعة والمرئية، وذلك استناداً إلى توجيهات صاحب السمو الأميرالوالد الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني حفظه الله حين نادى في أكثر من مناسبة بأهمية توثيق سير الشخصيات الوطنية والمواطنين. وفي هذه المناسبة اود أن اشيد بتجربة مركز قطر للتراث والهوية والذي يعمل جاهداً على توثيق سير العديد من الشخصيات القطرية في سبيل تأسيس مشروع وطني شامل يحمل في جنباته سير شخصيات قطرية عملت بجد واجتهاد لبناء هذا الوطن.