19 سبتمبر 2025

تسجيل

هدى للناس

02 يونيو 2018

يقول الله عز وجل: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان) قال البغوي: (هدى للناس) من الضلالة (وبينات من الهدى) أي دلالات واضحات من الحلال والحرام، والحدود والأحكام. ويقول السعدي: القرآن الكريم، المشتمل على الهداية لمصالحكم الدينية والدنيوية، وتبيين الحق بأوضح بيان، والفرقان بين الحق والباطل، والهدى والضلال، وأهل السعادة وأهل الشقاوة. إن القرآن كتاب هداية وإرشاد وبشارة (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا. وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا). وهذه الآية اشتملت على جميع ما في القرآن.. فهو يهدينا إلى خيري الدنيا والآخرة، وأول ذلك التوحيد، وهو من أوله إلى آخره دعوة لتوحيد الله في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته. وهو يهدي إلى طاعة الرسول صل الله عليه وسلم وأن طاعته من طاعة الله. و يهدي للتي هي أقوم في علاقات الناس: أفراداً وأزواجاً، وحكومات وشعوباً، ودولاً وأمماً. ويهدي في عالم العبادة للتوازن واليسر والقصد والاعتدال ويهدي لطريق الجنة وما يقرب منها، وإلى ما يباعدنا من النار. إن عاقبة من يترك هدى الله، أن يتركه الله وما اختاره، قال تعالى: (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا) والقرآن يبين لأهل الإيمان أنه لا حزن على ما مضى، ولا خوف مما هو آت على من يتبع هدى الله، فقد قال تعالى: (فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ). وقد وعد الله بطيب العيش لمتبع الهدى، والعيش الضنك للمعرض عنه، فقال تعالى: (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى * وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى) إنه الكتاب الوحيد الذي يصلح لكل زمان ومكان.