20 سبتمبر 2025

تسجيل

جناح الخوف

02 يونيو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); قال الإمام ابن القيم - رحمه الله - في كتابه مدارج السالكين "القلب في سَيرِهِ إلى الله عز وجل بمنزلة الطائر، فالمحبة رأسه، والخوف والرجاء جناحاه، فمتى سلم الرأس والجناحان؛ فالطير جيد الطيران. ومتى قطع الرأس؛ مات الطائر؛ ومتى فقد الجناحان فهو عرضة لكل صائد وكاسر".وحقيقة الخوف في قلب المؤمن: أن ينزعج قلبه ويضطرب من توقع عقوبة الله وغضبه وانتقامه من ارتكاب محرم أو التفريط في واجب أو الغفلة. قال تعالى في سورة الإسراء "أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أقرب وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا".وأن يخاف أن يكون حالُه حال أهل النار واستقراره فيها. والخوف سراجٌ في قلب المؤمن. فقد قال تعالى في سورة آل عمران "وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ". وقال بعضهم: (ما فارَق الخوفُ قلبًا إلا خَرِب).ولا تجد صورة ذلك الخوف إلا في قلوبٍ طبعها الله على المحبة من الصغر، فقد ذُكر أن الإمام أبوحنيفة رحمه الله كان مارًّا مع نفر من جماعته متوجهين إلى المسجد، فوجد طفلًا يتوضأ وتنزل دموعه في النهر من شدة البكاء، فسأله الإمام أبوحنيفة عن السبب! فقال له الطفل: دعني وشأني يا إمام. فألحّ عليه الإمام حتى أجاب عليه الطفل فقال: قرأت في القرآن آية تقول "فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ". فقال له الإمام: صحيحٌ ولكنك يا بني ما زلت صغيرًا السن ولا تنطبق عليك هذه الآية! فقال له الطفل: أولسنا إذا أردنا أًن نشعل نارًا وضعنا صغير الحطب قبل كبيره؟! فما كان من الإمام إلا أن قال لجماعته والله إنّه يخاف الله أكثر منا!فمرر تلك القصة على قلبك وليس على عينك فقط! وشاهد خوفك من الله تعالى، فلا عبادة برجاء دون خوف! ولا خوف دون رجاء! فعلق قلبك وقلب أبنائك بـالله تغنم.