18 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); في الوقت الذي ينظر فيه إلى أهمية المصطلحات بأجهزة ووسائل الإعلام المختلفة، فإنه ينظر إليها بالمقابل بقدر من الريبة، لما تخلفه من تداعيات سلبية على المتلقي. وإذا كانت المصطلحات بالنسبة للوسائط الإعلامية المختلفة بمثابة حجر الزاوية الذي تنطلق منه لتصل إلى متلقيها بما تستهدفه، فإنها بالمقابل يمكن أن تكون للمتلقي بمثابة تشتيت وإثارة، ما يجعل ما يقدم له من مواد إعلامية مشكوك فيها، قد تفتقر إلى المصداقية، بالإضافة إلى المهنية. وحتى لا يكون الكلام مرسلاً، فإنه لربطه بالواقع العملي، فإن خطورة هذه المصطلحات بالنسبة للإعلام الموجه تتعاظم، إذ تجعل من متلقيها أسرى لما يمليه عليهم هذا الإعلام من مصطلحات، تحمل في مضامينها الكثير من التداعيات السلبية، التي قد تكون لها خطراً على الأدمغة والهوية في آن.وإذا كان هذا الشكل من الإعلام قد تراجع حضوره وتأثيره في العالم العربي حالياً، فإن هناك بالمقابل إعلاماً آخر، ينطلق من الداخل العربي لهدم الواقع العربي، والعمل على تغييب أدمغة أبنائه، عن قصد أو عن جهل، مصادفة، أو عن عمد، ما تسبب معه في تراجع مستوى أداء الإعلام العربي على مختلف وسائطه السمعية والمرئية، ما أوجد فجوة بين هذا الإعلام ومتلقيه.ورغم أن العديد من القنوات الفضائية قد حاولت أن تنحى منحى قناة الجزيرة، خاصة خلال العقد الأخير، إلا أن هذه القنوات ولافتقارها لعامل الحرية وموضوعية المصطلحات جعلها تدخل شرك الإعلام الذي يهدم ولا يبني، يفرق ولا يجمع، يثير الفتنة داخل المجتمع الواحد، أكثر من حرصه على تعزيز ترابط نسيجه الاجتماعي، الأمر الذي أوجد بوناً شاسعاً بين الفضائيات التي خرجت خلال الفترة الماضية، لتنافس الجزيرة، كون الأخيرة اعتمدت على أن يكون هدفها هو المتلقي، مهما كانت الصورة، على خلاف غيرها من القنوات، والتي جعلت هدفها إما رأس المال الخاص، أو إرضاء الحكومات، فانعكس ذلك على سقف حرياتها، وكذلك مصطلحاتها الإعلامية، فتراجع دورها، ومن ثم انصرف عنها المتلقي.من هنا تبدو أهمية المصطلحات في الوسائط الإعلامية، وما إذا كانت تعمل لصالح المتلقي، ودعم المادة الصحفية المقدمة إليه، أو أن تكون موجهة ضده بالأساس، فتكون شكلاً آخر، ليس من الصحافة بأنماطها المختلفة في شيء.