25 أكتوبر 2025
تسجيلهل ستؤدي العملية الانتخابية الرئاسية البعيدة عن مصطلح الانتخابات الذي يشي بأن فيها نزاهة وشفافية والتي يخوضها الأسد اليوم بعد أن تم الترتيب لها منذ سنة وأربعة أشهر حين ابتكر الإيرانيون على لسان وزير خارجيتهم السابق علي أكبر صالحي الحل المناسب لإبقاء مجرم الحرب في السلطة وبدعم كامل من روسيا ومباركة من الكيان الصهيوني الذي سيشهد شارع دولته ابتهاجا كالذي شهده الموقف بعد انتخاب السيسي مصداقا لما يؤكده اليهود أن هؤلاء أصدقاؤهم وشركاءهم الحقيقيون وإن زعموا غير ذلك فالوثائق والحقائق أوضح من الشمس في رابعة النهار وإن لعب أمريكا والغرب بمعظمه على وتر دعم المعارضة السورية المعتدلة والاعتراض على الانتخابات لأنها ليست ديمقراطية حقيقية ولا تتفق مع مرحلة الانتفال السياسي القائمة على التفاوض في جنيف ما هو إلا ذر للرماد في العيون وإعطاء جديد لمزيد من الوقت لتسريع عداد الموت يوميا أكثر وأكثر ولحمل الشعب قهرا كي يرضى بالواقع كما هو والعمل بعد ذلك على ترقيعات سياسية ظنا أنها تصلح ما تفتق دون التفكير أن الخرق قد اتسع على الراقع. وكل ذلك لمحاولة التساوق مع الأمل الصهيوني الدائم وهو حماية أمن إسرائيل فهذا خط أحمر لا يمكن تجاوزه. وإن تصريحات كيري أمس أنه لا يمكن أن يكون تسليم الكيماوي مقايضة على بقاء الأسد وأنه لا بد أن يسقط حتما فغالبا ما يجري في باب الخداع فقد قالها هو ورئيسه أوباما وأو قبل ذلك وأنه فقد شرعيته إلا أنه بما هيئ له من ظروف بعد التفاوض على الملف النووي الإيراني وبعد تأكدنا أن الأمريكان قرروا أن يكون الشيعة مطيتهم لتحقيق مصالحهم وخصوصا في الشرق الأوسط المنطقة التي ستكون إيران أمها وسورية قلبها ولبنان سيفها على ما صرح به رئيس الدائرة السياسية فيما يسمى حزب الله فإن النفوذ سيتمدد من إيران فالعراق فسورية فلبنان مقابل التنازل على الشروط الأمريكية الأوروبية فيما يخص الملف النووي. ولذلك تأتي العملية الانتخابية الصورية التي يقال عنها أنها تعددية مع العلم أن أحد المرشحين وزير الدولة السابق حسن النوري يقول إن الأسد هو زعيمه وسينفذ أوامره بحسب الناشط الحقوقي مصطفى حايد من منظمة "دولتي". وأما الثاني فهو ما هر النجار النائب في مجلس الشعب السوري! وهذان لن يملكا من أمرهما شيئا. بل إنه منعت الحملات إلا لبشار الذي شكل لجنة الانتخابات ويدعي وجود منافسين يشترط أن تتحقق لهما الحرية والعمل المفتوح لحملتيهما. وهكذا فأنى لما يسمى انتخابات أن تكون معتبرة وصحيحة في ظل حرب صرح أوباما في خطابه الأخير وهو يعلق على عدم التدخل العسكري أنها طائفية وإذا كان أكثر من ثلث الشعب السوري بين نازح داخل البلد في غير مناطق سيطرة اللانظام وبين مهجر في البلاد المجاورة فكيف تصح هذه العملية وتجوز لكنها في عرفه تجوز لأن هؤلاء خرجوا من دون إذنه! إن هذه الغطرسة الوقحة التي بدأت منذ 44 عاما من عهد الأب إلى الابن وإن الامعان في تنفيذ المشروع الإيراني في المنطقة جعل المطبلين والمزمرين من أتباع طائفته وشبيحته ومؤيديه من الأحزاب المعادية للعروبة والإسلام والإنسانية تندهش بحجم الإقبال غير المسبوق والتدفق الهائل خصوصا في لبنان حيث قطعت الطرقات وزحف المؤيدون بل ومن كان غرر بهم ومع الحر الحارق والعرق يتصبب منهم وهم ينتخبون الأسد القائد الرقم الصعب الذي يقولون إن العالم عجز عنه رغم الحرب الكونية عليه ولذا وقّع بعضهم وبصم بالدم فداء لبشار وردا على المؤامرة إن هذه العراضة في صورتها الأسد ية الظاهرة ما هي في باطنها إلا بقيادة مايسمى حزب الله أي إن طهران هنا! دون المبالاة بملايين النازحين ومئات آلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين والبلدات والقرى المدمرة بالبراميل المتفجرة.. ولكن ماجرى في 28/5 مايو الماضي في لبنان تحديدا لايدل إلا على مشاركة محدودة عمليا ودون مبالغة وتهويل قالوا إنه زلزل العالم وسقطت أكذوبة المعارضة وداعميها متناسين الضغوط التي مورست على العمال والمقيمين رهبا وتطميع من يذهب إلى لبنان وينتخب بحذف رسوم المغادرة عنه رغبا. وبتهديد الطلاب كذلك في البلاد المجاورة ألا تجدد جوازات سفرهم إذا لم ينتخبوا. وبتأخير الرواتب حتى في الداخل حيث سيبدأ الانتخاب في 3/ 6 حتى ينتخبوا. وبضغط حزب الله على من هم في لبنان جلبا لشرعية الأسد ولو بالتزييف والتزوير كما هو شأن انتخابه السابق وأبيه بنسبة 9-99% علما أن معظم السوريين - لو كانت ثمة حرية – لن ينتخبوهما فكيف بعد كل مايحدث من مجازر ومحارق وكيماوي تسثيب لهولها الولدان. يقول فايز سارة في مقاله أكذوبة الانتخابات السورية في لبنان: لقد جرت الانتخابات بإرهاب منظم ضد لاجئين وبظهور مسلح كما حدث في بلدة اللبوة ثم إنه إذا كان نصف الموجودين في لبنان يحق لهم المشاركة وهم ثلاثة أرباع المليون من أصل مليون ونصف إلا أن عدد المشاركين وهو خمسون ألفا كما أعلن عنه فهذا يعني أن نسبة الذين شاركوا لا تتعدى الـ 16 بالألف من السوريين وهي نسبة بائسة محدودة لكنهم بالغو الإشاعة التوتر والإشعار أن الأسد والمؤيدين له في لبنان موجودون ومن وجهة نظرنا وكما أكد الدكتور هيثم المالح شيخ الحقوقيين في سورية أن هذه العملية الانتخابية باطلة من أساسها في الخارج وما يجرى في الداخل بعد 1939 مجزرة حدثت وهي مهزلة ومسرحية مكشوفة وإن دلت على شيء فإنما تدل على أنها رسالة جديدة للتصعيد الجديد فالذين خرجوا لنيل الحرية سيزيدون من حراكهم وكيف لا وهم يرون أكثر من خمسين مدينة في العالم تتظاهر ضد هذه المسرحية وأن نشاط الثوار – كما هم الآن في انتصاراتهم - مازال يقاومها وأن شهادات إيران وروسيا لا يمكنها إلا أن تكون منحازة وكيف لا وهما اللذان أخرا انهيار هذا اللانظام وبأمر إسرائيل لذا نقول: إن تداعيات هذه العملية ستكون أكثر خطرا على الصراع في سورية ولن تحل الأزمة بل ستزيدها تعقيدا لأنها قفز على دين الشعب ودمه وإرادته وقيمه.