11 سبتمبر 2025
تسجيليكثر الحديث عن مقاولات البناء-بصفة عامة- في المجالس، ومن نتحدث معهم بشكل فردي، وما تسمعه من قصص يرويها أصحابها معهم، والكلمات التي تكون في ثنايا الحديث، ونحن هنا نكتب ما يتداول عن شركات البناء وكلها نقد جارح وسلبيات من الواقع (الغش- اللف والدوران- انعدام المصداقية- التأخير في إنجاز مشروع البناء- استغلال حاجة الناس- نغمة ارتفاع أسعار المواد-المبالغة في سعر مشروع البناء، رداءة المواد المستخدمة- العمالة غير المؤهلة للبناء- مواعيدهم مضروبة-التلاعب-تحقيق أرباح عالية تفوق الخيال- الأمانة ليس لها مكان- الكلام المعسول تجده عند المقاول في بداية المشروع وبعد ذلك يبدأ التهرب-التبريرات جاهزة عندهم) والسلسلة تطول من الكلمات، ونحن هنا -لا نعمم- ولكننا نذكر من وقعت له مشكلة مع شركات البناء بل ومشكلات. بيوت لم يكتمل بناؤها، وبيوت اكتملت سنتين وترى فيها بعد ذلك تشققات وتسريبات وغير ذلك، حتى وصل للمساجد، وما نراه كذلك في شوارعنا في الأرصفة من منخفضات ومرتفعات، تراها في بدية الأمر جميلة وما تلبث بعد فترة إلا وترى العجب العجاب!. وبيوت تجارية تشترى للسكن فإذا هي بعد حين مأساة! وهنا لا بد من تذكير ولفتة قيمية أخلاقية لأصحاب المقاولات ومن يعمل فيها.. هل غابت عن أهل التجارة-أصحاب شركات مقاولات البناء- المعاني والأخلاقيات والقيم والمصداقية في مشاريع البناء والإرشادات والتوجيهات النبوية، فعن أبي سعيد رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "التاجر الصدوق مع النبيين والصديقين والشهداء". فعن رفاعة بن رافع رضي الله عنه قال رسول الله "إنّ التجار يبعثون يوم القيامة فجّاراً، إلا من اتقى الله وبرّ وصدق". قال الإمام المباركفوري رحمه الله في "إلا من اتقى الله وبرّ وصدق" بأن لم يرتكب كبيرة ولا صغيرة، من غشٍ وخيانة، أي أحسن إلى الناس في تجارته، أو قام بطاعة الله وعبادته، و"صدق" أي: في يمينه وسائر كلامه". وعن عبدالرحمن بن شبل ر ضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن التجار هم الفجّار، قيل يا رسول الله؟ أو ليس قد أحلّ الله البيع؟ قال: بلى، ولكنهم يُحدّثون فيكذبون، ويحلفون فيأثمون". فما المخرج ومن المسؤول عن هذا؟ الأمر ليس بالهين والسهل، ومن يستسهل هذا ويجعل جمع المال الفاحش من خلال الغش في هذا المجال وغيره والتحايل والتلاعب على الناس، ولا يظن أنه ربح، ولكنه خسر عافيته وصحته ودعاوى الناس عليه،- والمحاكم تغص من قضايا البناء مع أصحاب المقاولات-كما ذكر من تحدثنا معهم حول الموضوع-. حتى قال أحدهم أتحداك أن تجد شركة مقاولات بناء صادقة في إنجاز أعمال البناء وذات جودة عالية من ألف باء مشروع البناء إلى الياء؟! قلتُ له: لا تعمم، ولا تعليق لنا على هذا!. فغياب الرقابة الجادة الحقيقية الأمينة على شركات المقاولات البناء التي تعمل، جعل ما ذكرناه يحدث بل وأكثر. وهذا يجعلنا نعيد صياغة القوانين والسياسات والإجراءات وتصنيف الشركات في هذا المجال من جديد، وضرورة حماية المواطنين أكيدة وفاعلة، ووجود ضمانات قانونية صارمة. فهل سيكون هذا؟! "ومضة" انتبهوا.. يا شركات مقاولات البناء ويا تجار راجعوا أنفسكم!