13 نوفمبر 2025
تسجيلتدخل تركيا في 15 مايو 2023 معركة الصراع على الفوز بالانتخابات الرئاسية رقم 13 في البلاد وعلى الدورة البرلمانية رقم 28، وقد اختار الرئيس أردوغان تاريخ 15 مايو لأنه يرمز لتاريخ أول انتخابات ديمقراطية أجريت في تركيا في 15 مايو 1950 والتي شكل حكومتها آنذاك رئيس الوزراء عدنان مندريس. ويشارك في الانتخابات قرابة 64 مليون ناخب من بينهم قرابة 5 ملايين ناخب سينتخبون لأول مرة ويعرف عن تركيا نسب مشاركة عالية وفقا للخبرة بالعمليات الانتخابية السابقة. يخوض الانتخابات الرئاسية 4 مرشحين هم الرئيس أردوغان ورئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو ورئيس حزب البلد محرم اينجه وسنان أوغان المرشح عن تحالف أتا القومي والذي يركز على طرد اللاجئين من البلد، ويتوقع أن تذهب الانتخابات إلى جولة ثانية بين أردوغان وكليجدار أوغلو في حال لم يحسم أحد المرشحين الانتخابات من الجولة الأولى. يشارك في الانتخابات البرلمانية 24 حزبا سياسيا و151 مرشحا مستقلا ويخوض بعض هذه الأحزاب الانتخابات لأول مرة ضمن تحالفات انتخابية سواء ضمن قوائم أحد أحزاب التحالف أو تحت اسم حزبه ولكن تحت إطار التحالف الانتخابي. وقد قام التحالف الحاكم قبل سنة من الآن بتعديل قانون الانتخابات حيث جعل العتبة الانتخابية عند 7% بدلا من 10% وهو تكتيك ذكي جدا، وقد قام بذلك أولا لضمان دخول حليفه الحركة القومية للبرلمان لأن أصوات الحركة القومية نزلت إلى ما بين 7-8% وبذلك يضمن دخول الحليف للمجلس، ولم يقم حزب العدالة والتنمية بتنزيل النسبة إلى 5% أو أقل حتى يمنع خصومه الذين خرجوا من رحم الحزب من تشكيل تحالف محافظ ضده يضم السعادة والمستقبل والتقدم وأجبرهم بذلك على الترشح عبر قوائم حزب الشعب الجمهوري الذي لطالما تعاملوا معه كخصم تاريخي بسبب المعركة على الرموز الدينية سابقا كالحجاب والأذان والتعليم الديني والذي كانت مواقف حزب الشعب الجمهوري فيه متشددة جدا، وعليه لم يعجب هذا الأمر الناخب المحافظ الذي رأى في ترشح شخصيات محافظة على قوائم حزب الشعب الجمهوري أمرا سلبيا وبعدا عن الهوية المحافظة، وكذلك لم يعجب الأمر الناخب العلماني الذي كان يتوقع في ظل تصاعد المعارضة أن يكون هناك مرشحون يعبرون عن روح هذه الشريحة وليس مرشحين محافظين أو قيادات سابقة من حزب العدالة والتنمية. وبشكل عام يضم تحالف الشعب أحزاب (العدالة والتنمية والحركة القومية والاتحاد الكبير والرفاه الجديد) ويدعمهم في الانتخابات الرئاسية حزب الهدى بار الإسلامي الكردي. أما تحالف الأمة ويضم أحزاب (الشعب الجمهوري والجيد والسعادة والتقدم والمستقبل والديمقراطي) ويدعمهم في الانتخابات الرئاسية حزب الشعوب الديمقراطية الكردي والذي دخل الانتخابات البرلمانية تحت اسم حزب اليسار الأخضر في تحالف يساري لأنه كان لديه خشية أن يتم حظره في ظل القضية المرفوعة ضده. هناك تحالفان آخران هما تحالف اتحاد القوى الاشتراكية وتحالف أتا ويضم حزبي العدالة والظفر، ويدعم سنان أوغان، وتحالف الجهد والحرية وهو يدعم كليجدار أوغلو. والمعركة هي بين تحالفي الشعب والأمة على الانتخابات البرلمانية، ووفقا للأرقام الحالية هناك تقارب شديد جدا بين الطرفين مع تقدم بسيط جدا لصالح التحالف المعارض. أما في الانتخابات الرئاسية فالتقدم حتى اللحظة هو لصالح الرئيس أردوغان. ولعل من المفيد التذكير بمقولة رئيس الوزراء الراحل والسياسي المخضرم سليمان ديميريل عندما قال أن 24 ساعة هي وقت طويل جدا في السياسة التركية ولا يزال يتبقى 15 يوما على الانتخابات يمكن أن تحدث فيها مفاجآت كبيرة.