12 سبتمبر 2025
تسجيل(1) يهلّ علينا عيد الفطر المبارك وإخوتنا في فلسطين المغتصبة يعيشون أسوأ مرحلة من مراحل تدنيس المسجد الأقصى الذي ينتهك في وضح النهار دون أي تحرك عربي أو شجب واستنكار عالمي.. بل غدت المنظمات الدولية والحقوقية تدافع فيها عن جرائم وغطرسة الصهاينة بكافة الوسائل نكاية بشعبنا الفلسطيني الجريح.. شاء من شاء وأبى من أبى. (2) وهذه الجرائم البشعة بخصوص المساس بالمقدسات لم تعد تتمسك بالمبادئ والقيم المنشودة والقائمة على التمسك بالأعراف الدينية التي ترفع شعار حرية الأديان مكفولة لجميع شعوب العالم إلا الشعب الفلسطيني الذي اغتصبت أرضه منذ "وعد بلفور المشؤوم" والصادر منذ سنة 1917م وما زالت تنفذ بنوده بحذافيرها حتى اللحظة. (3) والمحزن في الأمر أن معظم الشعوب والحكومات العربية ما زالت تلتزم الصمت تجاه المؤامرات التي تحاك في الظلام ضد مسرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بل إن العرب يعيشون مع الحدث وكأنه لا يهمهم أو يتصل بهم بصلة.. فابتعدت النفوس وغابت الضمائر ولم تتحرك جيوشنا الإعلامية - على الأقل - لمواجهة جرائم المحتل التي فاقت كل الحدود. مجتمعاتنا العربية ما زالت تعيش في غيبوبة وسبات عميق ما بعده سبات.. الأمر الذي يزيد من مواصلة جرائم الصهاينة دون حسيب أو رقيب. عشرات الجرحى والشهداء الذين يتساقطون يوميا في باحات الأقصى وفي غزة وغيرها من المدن الفلسطينية وقطار الموت لا يتوقف. (4) الفلسطينيون يصنعون التاريخ من جديد على أرض الأقصى حتى ونحن نحتفل بأعيادنا.. والقادم أفضل لهذا الشعب الذي كان وما زال يعاني ويلات القتل والبطش بلا رحمة وبلا هوادة.. ورغم التحديات سيظل أطفال الحجارة ينشدون الجهاد دفاعا عن الأرض المغتصبة إلى أن تقوم الساعة. يقول نزار قباني: بكيت حتى انتهت الدموع صلّيت حتى ذابت الشموع ركعت حتى ملّني الركوع سألت عن محمد فيك وعن يسوع يا قدس، يا منارة الشرائع يا طفلة جميلة محروقة الأصابع حزينة عيناك، يا مدينة البتول يا واحة ظليلة مرّ بها الرسول حزينة حجارة الشوارع حزينة مآذن الجومع يا قدس، يا مدينة تلتف بالسواد من يقرع الأجراس في كنيسة القيامة؟ صبيحة الآحاد من يحمل الألعاب للأولاد؟ في ليلة الميلاد يا قدس يا مدينة الأحزان يا دمعة كبيرة تجول في الأجفان من يوقف العدوان؟. (5) كلمة أخيرة: نريد من إعلامنا العربي وقفة احتشاد واحدة وموحّدة لمواجهة خطر ما يحدث داخل الأقصى الشريف دفاعا عن مقدساتنا لحفظها من تدنيس الصهاينة القتلة.. وما أشبه اليوم بالبارحة.. لله در الشعب الفلسطيني البطل وما يسجله من بطولات حتى آخر رمق من هذه الحياة دون خوف من الجيش الجبان.. والله على كل شيء قدير. [email protected]