14 سبتمبر 2025

تسجيل

وما لها الأنظمة العربية تأكل لسانها؟

02 مايو 2016

أمس هزني هلع فظيع وأنا أرى نصف طفل فتتت قذيفة نصفه الأسفل وتركت النصف الباقي شاهدا على وحشية يندى لها الجبين، مررت قسمات الطفل المغسول بالدم ليلي كله، تصورت، وقد توالت الصور المرعبة لقتلى اطفال ونساء، أن الفجيعة ستحرك كل من يشاهد، ولكن لم أر، ولم اسمع ما يشفي الغليل، فالمجتمع الدولي نائم يغط في سبات عميق و(حلب) جوهرة سوريا تتوالى عليها الضربات بغارات لا تتوقف، لتنفجر براميل الموت، لا حرمة لمسجد، أو مستشفى، أو بيت، الكل يقصف، والعالم يتجاهل متبعا نسق (لا أرى، لا أسمع، لا أتكلم) وبينما يخبز المجتمع الدولي والعربي كسله في الشمس تمتلئ الطرقات بقتلى، وجرحى، وآخرين باتوا تحت الانقاض!! دمار هائل تنقله الصور، فقد فاجع يئن به من ظلوا أحياء ينبشون الأرض بحثا عن أطفالهم تحت التراب، والسامعون، والناظرون المرصوصون على كراسيهم دائما في المحافل العربية أو الغربية صامتون، ينظرون للمذبحة بعيون زجاجية وقد ماتت نخوتهم، ونامت مروءتهم، ونضبت انسانيتهم، كل المشاعر في ثلاجات الموتى ممددة، باردة، فارقت الحياة، ومنظر الابادة البشع يتكاثر بآلام توجع المحزونين، وما يزيد الوجع أوجاعا، والجراح جروحا شامتون يقولون للموت احصد، احصد، نسألك المزيد!! لا ليسوا من اليهود، إنما الشامتون اخوة من بلاد العرب اوطاني، مشتركون في وشائج الدين، والدم، والعقيدة، واللغة، ووحدة الآمال والآلام التي حفظناها صغارا!! المنظر بشع بكل تفاصيله، التواطؤ بشع، المؤامرة بشعة، المجتمع الدولي الذي طالما قلق، وفزع، ودافع عن حقوق الحيوان اصابه خرس معناه اقتل، دمر، استمر، أما أمريكا مشرعة بنود حقوق الانسان فتدهشنا بموقفها الرخيص، فلا هي تقبل بمنع الحظر الجوي ووقف الغارات المجرمة، ولا هي تقبل التدخل العربي البري لصد هجوم القتلة لإنقاذ المستغيثين، و(حلب) الجريحة، الذبيحة يسيل دمها وجليد المشاعر يحيطها، ولا يواسى!! متى يتوقف الموت المجاني، والوضع المأساوي؟ لا أحد يعرف! متى تتوقف قوافل النازحين الفارين من الموت الى بحر يبتلعهم قاعه قبل ان يصلوا، متى ينتهي التشريد، والاغتراب، والاذلال في المنافي، لا أحد يعرف. المعلوم فقط أن القصف مستمر، والموت سيحصد قوافل تلو قوافل، والصمت ينام في بئر عميقة، والعيون لا ترى، والآذان لا تسمع، والأنين يتحول الى صراخ مبحوح، والاطفال تحت الانقاض يتنفسون براحة لأنهم محظوظون بانفصالهم عن عالم قميء، بشع، له حساباته، وتربيطاته، ومؤامراته، وخياناته، ولن ينفع المستغيثين في حلب الميتين الاحياء اجتماع طارئ بطلب من (قطر)، فمن تطلبهم (قطر) مشغولون بأمورهم (الجلل) تماما كما شغلوا عن غارات (الرصاص المصبوب) وهي توزع على غزة أنصبة عادلة من القذائف ليتساوى في الموت الاطفال، والنساء، والشيوخ، والشباب، لا ضرورة لاجتماع احد، ولا النداء على احد، فكيان الجامعة العربية اصلا كيان لا يسمن ولا يغني من جوع، كيان أكل لسانه من زمان وصمت، بل وأصابه الصمم والاولى ان نقول انه كيان ميت.. ومنذ متى يسمع الاموات؟؟ وقالها زمان الشاعر: أسمعت لو ناديت حيا..ولكن لا حياة لمن تنادي. * رسالة* في زحمة الاحداث الموجعة المتتالية بطقس عالمنا العربي يخفت الانتباه لأوجاع غزة الصابرة، رأيت على الهواء صور الذين يلفظون أنفاسهم وقد انقطعت الكهرباء، والدكتور خالد خليل يستغيث محيطه العربي ويقول محزونا المولد الموجود الوحيد احترق بمستشفى الكرامة التخصصي بسبب انقطاع التيارالكهربائي عن قطاع غزة، الاجهزة الطبية تتوقف فيموت الناس، نحتاج لمولد ليحرك اجهزة الانعاش والاوكسجين، ويساعدنا على إجراء العمليات الصعبة. هذا بلاغ لاجتماع الجامعة العربية الطارئ اذا استطاعت ان تزيل صممها وتسمع نداء ناس غزة المحاصرين بالجوع والموت. * طبقات فوق الهمس* يبعث الله من يحتضنك في قلبه كوطن صغير، بعيدا عن تفاهة هذا العالم والسوء يسكنه من كل زاويه. (رضوى عاشور)