19 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لوعدنا معكم بالذاكرة إلى الوراء، وتحديدا إلى السوابق التاريخية التي تتحدث عن التاريخ السياسي لبلاد فارس، التي تعرف اليوم بـ(جمهورية إيران الإسلامية) لوجدنا أن الفرس على مدار التاريخ كانوا يحيكون الدسائس والمؤامرات ضد الدولة الإسلامية بعهودها المختلفة، ولم يسلم حتى صحابة رسول الله عليه السلام وآل بيته الأطهار من غدر الفرس وكيدهم، وأبرز الأمثلة قتلهم الخليفة عمر بن الخطاب، ومن بعده أمير المؤمنين وصهر النبي (ص) سيدنا علي بن أبي طالب، وتحريضهم بعض خلفاء بني العباس للبطش بأبناء عمومتهم الطالبيين. وليس ذلك بمستغرب من الفرس، فهذا هو ديدنهم في الحياة؛ لأنهم لا يستطيعون مواجهة خصومهم وجها لوجه، ما جعلهم يستخدمون وسائل دنيئة على يد مرتزقة ومأجورين للنيل من أسيادهم. ولعل الجديد في سياسة إيران، وأن كان غير مستغرب منها العمل على إثارة الفوضى والشغب في الدول العربية والإسلامية، من خلال نشر أفكارها المسمومة في عقول بعض الشباب وتهيئتهم وتدريبهم ليكونوا شرارة اللهب ساعة الذروة، واليوم تعمل إيران على نفخ هذه الشرارة في العراق ولبنان وسوريا وفلسطين والبحرين واليمن والسعودية والكويت، تحت مسمى "المظلومية" لتؤكد في هذا حقدها على العرب والمسلمين، الذي تجدد تأكيده من خلال تحالفها الإستراتيجي مع الإسرائيليين الذي يعود إلى زمن ملك الفرس قبل الإسلام "قورش".إن تاريخ العلاقات الإيرانية ــ الإسرائيلية قديم جدا، من خلال تسليح إيران بالأسلحة الإسرائيلية؛ لمحاربة العراق في الثمانينيّات ووجود أكثر من ألفي شركة إسرائيلية تعمل في إيران ولهذا نجد أن إسرائيل توفر لطهران كل الأغطية الغربية لتسهيل تدخلها في شؤون العرب وقد تكلل هذا التخادم بالغزو الأمريكي ــ الإيراني للعراق، وتنصيب أتباع إيران حكاما فعليين عليه ولعل ما جرى ويجري في العراق من تدمير لدولته واقتصاده وقوته البشرية وتحويله من قاعدة وحصن للعرب، إلى قاعدة لإطلاق التنظيمات الإرهابية، على اختلاف هوياتها المذهبية ضد الدول العربية، خير دليل على علاقة التخادم الإيرانية ـــ الإسرائيلية. ربما يرى بعضهم أن هناك اختلافا بين طهران وتل أبيب!! لكنه اختلاف سياسي ونزاع على من يستولي أكثر على الأراضي العربية ليس الا، في حين تجمعهما الرغبة الجامحة لتدمير العرب والإسلام.إن إيران ضعيفة جدا من الداخل، فالفرس الحاكمون ليسوا إلا أقلية تواجه بحرا من القوميات المنفصلة المتمردة على الهيمنة العنصرية الفارسية مثل العرب والبلوش والآذريين والأكراد، خصوصًا أن الثورة الخمينية وضعت الثروة والسلطة بيد رجال الدين، ما أشاع الفساد والتردي في أرجاء الدولة والمجتمع. كل ذلك جعل الملالي الحاكمين يسعون لتصدير أزمات إيران إلى الخارج؛ خشية أن ينفجر بركان الغضب بداخلها في أي لحظة ما، ولا تستطيع أجهزة مخابراتها وحرسها الثوري أن يوقفوا هذا الهيجان حتى لو أوغلوا في قمع شعبهم وهم على يقين بأن الثورة الإلكترونية أصبحت المحرك الرئيس الذي يحرك الشباب اليوم ويمدهم بسلاح لا تقوى أي قوة أن توقف زحفه.النمر الذي تتلبسه إيران، نمر من ورق لا يملك القدرة على أن يواجه من يثبت أمامه ويهجم عليه لأنه لا يملك المخالب التي يدافع بها عن نفسه ولا يرتكز إلى أي دعم شعبي ولا اقتصاد قوي ولا إلى أي موقف إقليمي أو دولي داعم، وكل ما يستند إليه عواء وصراخ قطيع من الجراء التي سهر على تربيتها في بلاد الجوار العربي والإسلامي ولهذا السبب نجد هذه المخالب موزعة في عدة أماكن لنشر الرعب والفزع بين الناس وهذه الحال تنطبق على وضع الدول العربية اليوم. فما أن شمرت المملكة العربية السعودية وبعض دول الخليج عن سواعدها حتى انهارت أقوى حامية إيرانية خارج العراق ولبنان وهي الحامية الحوثية في اليمن.لم يبق للنمر الإيراني أي هيبة وإقدام العربي الخليجي كفيل بسحق أسطورة هذا النمر. فإلى الوحدة وإلى ضرب جراء النمر أينما على عواؤها في العراق أو سوريا أو أي مكان آخر من بلاد العرب، فالأمن القومي واحد والعدو واحد وما لم يكسر العرب مخالبه هنا وهناك فسيتحول النمر الورقي إلى نمر حقيقي، لا سمح الله.