15 سبتمبر 2025
تسجيلهناك اكليشيه معروف.. الشباب عماد المستقبل جملة حق يراد بها باطل.. ذلك وانطلاقاً من رؤيتي أجد أن المسرح القطري زاخر بكوكبة من الشباب.. وهم يعشقون المسرح ويتفانون في خدمة الحركة، ولكن إطلالتهم لساعات في عمر الزمن، والمجال غير مفتوح لتقديم ذواتهم مع وجود تلك الوعود البراقة بأن الغد أفضل من الواقع المعاش!!لذا فإن العديد من أبنائنا قد أصيبوا باليأس من جراء ضبابية الحركة، وليس هناك رافد حقيقي يغذي الواقع المسرحي المعاش، بعد إلغاء المسرح المدرسي، والضباب الكثيف الذي يغلف ما تحمله الأيام حول المسرح الشبابي!! نعم هناك أحلام تداعب مخيلة الجيل الجديد، ولكن عدم وجود موسم مسرحي ثابت أبرز الإشكاليات حتى وإن صرح أحدهم بأن الحلم القادم في إيجاد أكثر من فرقة وأن الدور القادم لهذه الفرق تحفيز الشباب، قديماً قيل "اسمع كلامك يعجبني.. اشوف امورك استعجب"، نعم هناك جهات تعمل من أجل خلق جيل آخر.. لا يمكن أن ننكر دور فرقة قطر المسرحية مثلاً في منح الفرصة لعدد من الشباب منهم فيصل، العسم، عقلان، محمد عادل وقد برزوا وهم يشكلون جسراً للتواصل ناهيك عما يقوم به الفنان الشاب "سابقاً" ابننا فهد الباكر عبر مسرحية نهارات علول. ولكن هل هذا يكفي؟!من يشاهد فرحة الشباب في كل عرس مسرحي قطري يشعر بالاعتزاز في كل عرض يشكل الشباب جسراً للتلاحم، ولقد سعدت كثيراً بأن أخي صالح المناعي قد مزج في عرضة "أم حمار" بين جيل أسهم ولسنوات في خلق حراك مسرحي جميل، وجيل يحاول أن يضع قدمه على أول الطريق، والسؤال المهم.. ثم ماذا؟ والمسرح القطري شبه مغيب عن كل فعالية مسرحية خارج الحدود.في مهرجان بجاية وبرفقة أخي طالب الدوس والصايغ وراشد سعد وحنان صادق وخالد الخليفي وحسن عاطف، وقد سافرنا على حسابنا الخاص للمشاركة، اكتشفنا فرقا من السودان واليمن ومصر بأكثر من فرقة وسوريا وفلسطين والعديد من الدول العربية والأجنبية، ولكن الغائب الأكبر نحن.. في هذا الشهر "أبريل" هناك مهرجان في مصر عبر مهرجان المسرح العربي بمشاركة (13) عرضا عربيا الغائب الوحيد نحن.. وأيضاً لماذا هذا الغياب؟ هل من المعقول أننا لا نملك ميزانية لمسرح مواز لدولة فلسطين أو السودان، موريتانيا مثلاً. والسؤال الآخر. متى يحتك شبابنا بالآخر؟متى يكتسب الخبرات؟ متى يقدم ذاته؟ وإلى متى هذا الغياب القطري؟ لماذا يتم الصرف ببذخ على دعوة العديد من النماذج التي لا علاقة لها بالمسرح في هذه الاحتفالية، أليس من الأفضل دعم الحراك الشبابي بدلاً من هدر المال العام!!متى سيكون للجيل الجديد حضوره في كل الفعاليات العربية، ومتى سيكون للمشاركات القطرية دور حقيقي، ذلك أن غياب الورش والدورات وجلب الخبرات الحقيقية، أبرز معوقات الحراك المسرحي.ما أكثر الوعود البراقة، وما أجمل مفردة "الشباب عماد المستقبل".. ولكن الواقع مع الأسف بخلاف المأمول.