23 سبتمبر 2025
تسجيلبكل هدوء وبدون ضجة أو ضجيج وفي كل إحساس بالمسؤولية الوطنية والقومية والإنسانية من دولة قطر تجاه أشقائها العرب، خاصة الفلسطينيين منهم وصلت أمس الأول شحنة من الوقود القطري إلى قطاع غزة تقدر بـ 30 مليون ليتر لتنقذ أهالي قطاع غزة من ظلام دامس فرضه عليهم الاحتلال الصهيوني ومن توقف الحياة الاقتصادية لأهالي هذا القطاع الذين يصارعون حصار العدو والشقيق.ولعل ما يميز مواقف دولة قطر تجاه أشقائها أنها تعمل قبل أن تقول وإذا قالت فإنها تقول بعد العمل لأنها تعتبر هذه المساعدات واجباً قومياً لمساندة الشعب العربي ولأنها تعتبره كذلك فيجب ألا تتباهى به أو تمن به على أشقائها، لهذا وجدنا هذا الصمت والهدوء بإعلان عن هذه المساعدات لأهلنا في غزة حتى أن وسائل الإعلام القطرية لم تبرز هذا الخبر في صفحاتها الأولى أو تتحدث عنه طويلاً إلا بعض الإشارات في الصفحات الداخلية والآراء التي يجب أن تسجل للتاريخ فقط.إلا أنني وجدت نفسي مضطراً اليوم للكتابة عن هذا الدور القطري المشرف والدعم الأخوي لإخوتنا المحاصرين في قطاع غزة ليس للتباهي بدور دولة قطر أو الكشف عن هذا الدور المشرف لأن صفحات التاريخ تشهد على ذلك وإنما للرد على بعض وسائل الإعلام التي تتساءل دائماً: أين كانت قطر عندما شن العدو الصهيوني حرباً على قطاع غزة عام 2008 وأين كانت قطر عندما شن هذا العدو والعدوان على لبنان عام 2006 وأين مواقف قطر من قضايا الأمة العربية.وهذا لا يعني أنني أرد على هؤلاء لأن التاريخ وحده قادر على الرد على هذه الأقلام والألسن التي تتجاهل الحقيقة وتحاول التطاول على دور قطر المشرف في نصرة قضايا أمتها العربية، ولأنهم لا يقرأون التاريخ جيداً، خاصة الحديث منه نفتح لهم صفحة من هذا التاريخ القريب عندما هب أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وطالب بانعقاد قمة عربية استثنائية لنصرة قطاع غزة عندما واجه العدوان الصهيوني عام 2008 لكن حلفاء العدو، خاصة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك أفشلوا هذه القمة، مما دفع سمو الأمير حفظه الله ورعاه لقول "حسبي الله ونعم الوكيل" وهذا ما سجله التاريخ.وإذا أردنا أن نفتح صفحة تاريخية أخرى فيقول التاريخ إن دولة قطر هي الدولة العربية الأولى التي ساندت المقاومة اللبنانية وسمو الأمير هو القائد العربي الأول - وأعتقد الوحيد – الذي زار جنوب لبنان بعد ذلك العدوان والتاريخ يقول لنا كما يقول أهل جنوب لبنان شكراً قطر، لأنها أعادت بناء ما دمره العدو الصهيوني في جنوب لبنان وعبارة شكراً قطر لا تزال شاهداً فوق تلك المباني والعمارات اللبنانية حتى يومنا هذا.مواقف قطر المشرفة لا يمكن حصرها ولا يمكن نسيانها، لأن التاريخ يحفظها سواء في دعم القضية الفلسطينية أو اللبنانية أو السودانية أو الصومالية أو الجيبوتية ودعم الثورات العربية لكنها لا ترغب بالحديث عن نفسها وعن أدوارها المتعددة لأنها تعتبر ذلك من واجبها الوطني والقومي والإنساني تجاه أمتها العربي وأشقائها العرب.