14 سبتمبر 2025

تسجيل

من الذي يصنع الطاغية؟؟

02 مايو 2011

كلما وقع نظري على صورة مدممة لجريح أو قتيل في هذا البلد أو ذاك أسرح كثيراً في حال الدنيا المقلوب، وثورة الشعوب نار لا تعرف الهمود، أراني أتتبع بداية السادة الرؤساء منذ أن يحلف الواحد منهم اليمين، مروراً بوعوده الخلابة بتحقيق أحلام شعبه في الرخاء، والعدالة الاجتماعية، أتتبع كيف يمضي الرئيس في تنفيذ ما وعد به فعلاً، ويتقدم خطوات ملموسة حتى يحدث المعتاد، انحراف عن جادة الطريق، ونسيان للقسم، والتهاء بالذات، ثم حجر على الرأي، أي رأي، ويعود التغيير للأسوأ بفضل (بطانة) جميلة تلتف حول السيد الرئيس تزين له كل ما يفعل، ويقول، ويتصور، ويحلم، فأحلامه أوامر، وكلامه دستور، وحب الشعب لصفاته الجليلة يستحق (رقية شرعية) خوفا عليه من الحسد، وتتمادى البطانة الجميلة في التكبير، والكبير لا يسمع من بطانته إلا (حاضر يا كبير) وشيئاً فشيئاً تفصل البطانة (الصالحة) الرئيس عن شعبه، فلا يكاد يسمع شكواه ولا أنينه، لأن المحروسة البطانة تجيب على السيد الرئيس إذا ما تذكر وسأل عن أحوال الرعية (مرة كده ساعة عصرية) كله تمام يا ريس كله تمام اطمن انته ونام، وينام الرئيس قرير العين، فالرعية في أحسن حال، والأحوال عال العال، لا جوع ولا مرض، لا فقر ولا قر، وتروح البطانة في هدوء تفصل للرئيس الدستور الذي يضع كل الصلاحيات بيديه الأمينة، فلا مشروع، ولا قرار، ولا شاردة، ولا واردة إلا وتمر عليه طبعا لمصلحة الشعب! ثم تنتقل البطانة (الصالحة) لمرحلة المديح بالقنطار، يعينها اعلام (ذكي) مسخر لخدمة الرئيس، وتبيان منجزات الرئيس، ومشروعات الرئيس، وخطب الرئيس التي يتخللها حتما ولزماً هتافات قلبية حارة، يتبعها تصفيق حار قد يقطع الخطبة مراراً، طبعا هناك بند في الميزانية للصرف على (الهتيفة) بتوع بالروح بالدم نفديك يا اسمك إيه!!! يرافق هذا كله أغاني الولاء، والصور الملطوعة خلف قفا المديرين بالوزارات، والمؤسسات، والشركات، والكباري، والأنفاق وأعلى العمارات، وعلى مداخل الطرق السريعة، والبطيئة، وعلى السيارات، والفاترينات، وكأن تعليق الصورة علامة الولاء والحب والرضا، ويصدق السيد الرئيس انه محبوب الشعب وقد قابل تماثيله أينما يمم وجهه، وتكمل البطانة المجتهدة بقية واجبها فتظل تنفخ في السيد الرئيس حتى يصبح كالبالون، أو كالمنطاد الذي لا يسعه إلا أن يطير لفوق فوق، وكلما علا في طيرانه رأى الرعية كائات صغيرة، صغيرة، متناهية الصغر يسهل أن تسوقها العصا، تؤمر فتطيع، الكل الكل تحت السيطرة، من يتنفس يعتقل، ومن يتكلم يؤدبه أمن الدولة بجلد، وتعذيب، وضرب حتى الموت، ثم يتم دفن (الزبون) طويل اللسان الذي اجترأ وانتقد النظام في سراديب الأمن المركزي حيث لا عين رأت، ولا أذن سمعت، لا وداع، ولا عزاء بالملايين كالذي ينشر بالصحف لمواساة الكبراء، والسادة الوزراء، وأصهار الوزراء، وجيران الوزراء، وجيرانهم، وجيران جيرانهم، وينفصل السيد الرئيس عن شعبه ليتفرغ لذاته وأسرته بالمشاريع الذهبية، والماسية، وكله من لحم الشعب ودمه، ويغدق بالمرة على بطانته المخلصة التي وفرت له الأمان والاطمئنان وظلت حارسة أمينة على أحلامه التي لا تنتهي، وأحلام أولاده التي تتكاثر كالفطر كل يوم، ولم يكن يعرف السيد الرئيس أن غلايات في الصدور تغلي منتظرة ساعة خلاص، وفي يوم غير معلوم يتراكم الغضب على الغضب، فيتململ الشعب المتعب مستجمعا إرادته الحرة المغيبة ليقول بأعلى صوته وقد شنق الخوف (خلاص تعبت) الشعب يريد إسقاط النظام، كل النظام، وتشتعل ثورة الخلاص لينادي الشعب بعضه غير هياب لموت أو اعتقال، ولتجتمع الملايين في الميادين لذات المطلب، الرحيل، ثم تكون الثورة التي لا تبقي رئيسا على كرسيه، هذه هي حكاية السادة الرؤساء التي تنتهي بما نراه، ولا نكاد نصدقه، لكن في نهاية الحكاية هناك سؤال في غاية الأهمية يقول من الذي يصنع الطاغية؟؟؟ طبقات فوق الهمس * إذا قابلت من هو مصمم على أخذ دور الشرير اتركه يزهو بشره، وانتظر حتى ينقلب شره منه إليه في آية من آيات عدل الله في خلقه. * البعض يشتغل محاميا عند الباطل اتركه يحاضر حتى يحاصر. * نضع أمام الذين يسفون، ويشفطون، ويبلعون المال الحرام سؤالا يقول: (إيه اللي يساوي راحة البال... غير ستر وصحة وراحة بال)؟ * يتحدثون عن البحث العلمي كضرورة لبناء الأمة العربية، ولهم أقول سيكون البحث العلمي مجديا وبانيا عندما نجد من يقدر نتاج العقول، وعندما لا نجد أن (رجل الرقاصة) أغلى من عقل الفيلسوف! ثم هل رأى أحد منكم جنيهات، ودولارات، وينات، ويوروهات تحت أقدام مفكر؟ كل العملات نراها بسخاء تحت قدمي (الرقاصة) اللولبية، واللوذعية، واللي هيه!!! ولا عزاء للمبتكرين الذين وأدوا أحلامهم وحتى عهد قريب. * بعض مواقف البشر نبيلة جدا جدا حتى ان البعض لا يصدقها، لكن يظل اثنان يصدقان الذي قدم الفعل الجميل النبيل، والذي استقبله. * الأيام دول ما تذيقه للناس اليوم، ستذوقه غدا، هذه عدالة الحياة. * ما دمت تجرح كالقنفد سينفض الناس حتما عنك. * يظل أخطر أنواع الفساد تهميش الشرفاء، وابعاد عيونهم عن عورات النهب (الحلال) من المال العام. * إذا كنت جريئاً في الحق فاستعد لدفع فاتورة جرأتك. * تأكد انك ستحصد ما تزرعه إما خيراً أو شراً، لا فكاك. * ابتهج كلما قذفك أحدهم بحجر لأنه تأكيد على أنك مثمر. * حاشى لله أن ينسى رازق النملة في شق الحجر عبداً قطعه قاطع لا يأبه بحساب أو عقاب! * لكل من ظلم، وقهر، لا تنس (حسبنا الله ونعم الوكيل) القاصمة. * ونكرر.. لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً .. فالظلم ترجع عقباه إلى الندم تنام عينك والمظلوم منتبه .. يدعو عليك وعين الله لم تنم