20 سبتمبر 2025
تسجيلدروس وعبر استفدناها من هذه الأزمة المفتعلة ودول الحصار أكبر الخاسرين مبادرة أمير الكويت تهدف لتوحيد البيت الخليجي ولم الشمل من جديد على مدى الشهور العشرة الماضية سعى الشيخ صباح الأحمد أمير دولة الكويت الشقيقة إلى لم الشمل وتوحيد الصف الخليجي حفاظا على كيان مجلس التعاون وعدم هدم بنائه الذي استغرق اكثر من ثلاثة عقود (منذ 1981)، ورغم كل الجراح التي نالت من دول المنطقة الا ان الامل ما زال باقيا في حل الخلاف المفتعل بين الاشقاء واعادة الهيبة للوحدة الخليجية من جديد. وما من شك في ان هناك الكثير من التحديات التي تبدو صعبة في هذه الايام. الا ان كل الصعوبات يمكن التغلب عليها ببساطة اذا احسنت النوايا بين جميع الاطراف، وهو ليس من الامور المستغربة بل تظل ممكنة عندما نعزم على السير بالسفينة نحو بر الامان. مجلس التعاون هو الأساس وتبقى جهود الوساطة الخليجية ومبادرة أمير الكويت وكذلك جهود سلطنة عمان هي الابرز خلال الازمة الخليجية التي نعيشها منذ يونيو2017 م وحتى هذه اللحظة. فالمجلس اساس وجودنا وعنوان تكاتفنا الى الأبد. ومتى تمسكنا به وكنا على قلب رجل واحد سيبقى هذا المجلس مدى الحياة. اما اذا تفرقنا وباتت كل دولة تتمسك برأيها وسياستها المتعنتة فإننا لن نصل الى طريق الاصلاح، ولهذا فإن من دواعي المصالحة بين دول الخليج يجب ان تتحرك اكثر مما سبق، فاستمرار الخلافات لا يفيدنا بشيء ولابد من نسيان خلافاتنا الجانبية التي مزقت شعب الخليج الواحد في يوم وليلة مع كل أسف. وقطر أثبتت: في هذه الازمة المفتعلة أنها صادقة في حل المشاكل العارضة بين الاشقاء وانها تؤيد مبادرة أمير الكويت وتدعمها، وقد خرج من قطر خلال الازمة اكثر من بيان وتصريح لإنهاء الازمة وحل امورنا الخلافية عن طريق الحوار البناء. كما ان الجلوس على طاولة واحدة سوف يزيد التفاهم المتبادل بين الاشقاء ويقدم الكثير من الرؤى لتدارك الامور قبل استفحالها وتفاقمها بما يعود بنتائج عكسية على الشعوب والدول بلا فائدة تذكر وهو ما لا نتمناه! . نجاح الدبلوماسية القطرية كانت دبلوماسيتنا لافتة للانظار خلال هذه الازمة. وكانت اكثر فاعلية على الساحتين الاقليمية والدولية. حيث كسبت قطر تعاطف العالم بسبب عدالة قضيتها، حفاظا على سيادتها الوطنية وعدم المساس بها مهما كانت الادعاءات والمطالب التي نادت بها دول الحصار بهدف تقزيم دور قطر وتهميشه . ولهذا كانت قطر: هي المنتصرة في هذه الأزمة المختلقة ولم تكن يوما تسعى الى تحجيم اي دولة او العمل على تقليل قيمتها. لأن قطر واضحة في سياستها الخارجية وتأخذ بالاسباب التي تهدف دائما الى التفاهم وحل المسائل الخلافية بهدوئها المعهود في مثل هذه المواقف، وقطر كانت وما زالت متشددة ايضا تجاه بعض المسائل التي ما زالت بمثابة "الخط الاحمر" الذي لا يمس ولا يقترب منه احد في شتى الظروف وهو عامل "المساس بالسيادة او التدخل في شؤونها الداخلية" . نحن بألف خير من دونكم لعل كلمة سمو الأمير في خطابه امام مجلس الشورى القطري في عام 2017 م، عندما قال: "نحن بألف خير من دونكم" كانت مزلزلة وتعرف الحالة التي تعيشها قطر لأنها بألف خير ولا تحتاج الى دول الحصار في اي شيء. وهذه الكلمة كانت تبعث عدة رسائل تعبيرا عن حقيقة الواقع المعاش في كل ربوع قطر. تفوق إعلامنا وتخلف إعلامهم فقد كان الاعلام القطري عبر الـ (300) يوم من ايام الازمة الخليجية المفتعلة متفوقا على اعلام دول الحصار، حيث استخدم اعلامهم كافة الوسائل الخسيسة والدنيئة للنيل من قطر حكوما وشعبا. بينما امتاز الاعلام القطري بالشفافية والمصارحة بالحقائق دون مبالغة او تزييف للمعلومات او اللجوء للبيانات المغلوطة التي كانت تسوق لها وسائل اعلام الحصار . كلمة أخيرة: مرور 300 يوم على حصار قطر أثبت للعالم أن قطر هي الكبيرة دائما، وهي التي تسعى للحوار لإنهاء أي خلاف، وأن ادعاءات دول الحصار حول إلصاق تهمة الإرهاب بقطر باتت مسألة دعائية وقضية مختلقة هدفها تحقيق بعض المطامع للنيل من سيادتها وخيراتها الاقتصادية في المقام الأول .