14 سبتمبر 2025
تسجيلالدوافع العملية:قال صاحبي: تحت هذه الدوافع نضع نوعيات متعددة من الخبراء الأجانب والفنيين والتجار والعاملين كأساتذة وأطباء أو مهندسين ممن يتوجهون لتعلم ما يكفيهم من اللغة العربية، خاصة لغة المحادثة وبعض المصطلحات التي تتعلق باختصاصاتهم وأعمالهم، ويميل هؤلاء إلى المطالبة بتعلم اللهجات الدارجة في الأقطار التي يعملون بها، ولكنه اتجاه لا ينبغي إطلاقاً تشجيعه لأن العامية لا تلبي أغراض المتعلمين الأجانب، ومن هنا وجب اختيار اللغة الفصحى منطلقاً لتعليم العربية لغير العرب لأسباب علمية وعملية ومنهجية.ومن هنا يثور سؤال وهو: ما هي هذه الأسباب العلمية والعملية والمنهجية التي دعت لوجوب اختيار اللغة العربية الفصحى لهذا النوع من التعليم؟والإجابة ترجع إلى عدة عوامل مهمة منها:- إن العامية تختلف من بلد عربي إلى بلد عربي آخر، وهي صورة من صور الكلام تحمل في طياتها فروقاً متعددة، واختلافات شتى، سواء في الحروف أو النطق أو التراكيب الكلامية، ومن هنا تصبح هذه العاميات عاجزة عن سد حاجة المتعلم الأجنبي في الإطار العربي العام.- إن العمل على نشر العامية في التعليم فيه مجانبة للصواب ومخالفة للواقع المحسوس، أضف إلى ذلك أن العربية الفصحى إنما هي همزة الوصل بين أبناء الوطن العربي وبين مئات الملايين من المسلمين في البلاد غير العربية لكونها لغة القرآن الكريم ولغة العبادات ولغة العلوم الإسلامية.- إن الفصحى تلبي أغراض الدارس الأجنبي وتفي بحاجته على المدى البعيد بحيث يسهل عليه الاستماع إلى أي عربي وفي أي بلد والتفاهم معه في صورة موحدة أو شبه موحدة فلا يتعب في فهم العاميات المختلفة.- وسيستأنف صاحبي يقول: عرفنا أن اللغة العربية الفصحى هي الوعاء الحقيقي للقرآن الكريم والسنة والعلوم الإسلامية، وعلى ذلك فإن الدارسين للغة من أجل فهم القرآن والعلوم الإسلامية.وجدير بالذكر أن اللغة العربية الفصحى لا تزال – بفضل القرآن الكريم والعلوم الإسلامية وغيرها - تنتظم مجموعة من الخواص الأساسية للغة العربية، فجميع قواعدها ثابتة ومحددة بحيث يسهل فهمها وتناولها والتعايش مع التدريبات اللغوية وفقاً لقواعد الإعراب وقوانين نظم الكلام وأحكام الصياغة والتصريف وغيرها.وبالله التوفيق.