15 سبتمبر 2025

تسجيل

قطر تودِّع الوجيه جبر بن طْوَار الكوّاري ابن الوطن والرجل الإنسان

02 أبريل 2015

شاءت قدرة الله ان تأخذ فارسا من فرسان الوطن قبل أيام، وهو الوجيه ورجل الاعمال جبر بن سلطان بن ناصر بن شاهين آل طوار الكواري (1933 — 2015) عن عمر تجاوز سن الثانية والثمانين تقريبا، وهو أحد اعضاء اول مجلس للشورى في دولة قطر، حيث عين في اول تشكيل لذلك المجلس بتلك الفترة في تاريخ البلاد وكان ذلك سنة 1972 م في عهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني حاكم قطر في الفترة ما بين 1972 — 1995، والفقيد يعد من كبار الاعيان والوجهاء المعدودين على مستوى قطر، واشتهر بكرمه الحاتمي ومجلسه العامر الذي يرتاده القاصي والداني من أهل قطر واهل الجزيرة العربية.والفقيد من الشخصيات القطرية التي عملت في اول برلمان يتم تأسيسه في دولة قطر بعد الاستقلال سنة 1971 م، في بداية سبعينيات القرن الماضي. وهو يتألف اليوم من 35 عضوا. واول رئيس لمجلس الشورى القطري كان المرحوم عبد العزيز بن خالد الغانم المعاضيد 1903 — 1998، ثم خلفه في المنصب سعادة السيد علي بن خليفة الهتمي، ثم جاء من بعده سعادة السيد محمد بن مبارك الخليفي.حيث كان "مجلس الشورى" القطري وما زال من المؤسسات البرلمانية التي ساهمت في رسم وتشريع العديد من القوانين والاطلاع عليها قبل استصدارها، ومن مهام مجلس الشورى منذ تلك الفترة وحتى الآن تقوم على مناقشة ما يلي:— مشروعات القوانين، والمراسيم بقوانين التي تُحال إليه من مجلس الوزراء.— السياسة العامة للدولة في النواحي السياسية والاقتصادية والإدارية، التي تُحال إليه من مجلس الوزراء.— شؤون الدولة في المجالات الاجتماعية والثقافية بوجه عام سواءً نظرها من تلقاء نفسه أو أُحيلت له من مجلس الوزراء.— مشروع ميزانية المشروعات الرئيسية العامة.— مشروع ميزانية المجلس وحسابه الختامي.— متابعة أنشطة الدولة وإنجازاتها في شأن جميع المسائل، سواءً أكانت هذه المسائل قد أُحيلت إليه من مجلس الوزراء أم نظرها من تلقاء نفسه.— توجيه الأسئلة للوزراء بقصد استيضاح أمر مُعين يتعلق بشأن من الشؤون التي تدخل في اختصاصه.— طلب البيانات عن المسائل الداخلة في اختصاصه من مجلس الوزراء بالنسبة للمسائل المتصلة بالسياسة العامة للحكومة، ومن الوزير المختص بالنسبة للمسائل التي تدخل في اختصاص وزارته.— تقديم التوصيات وإبداء الرغبات في المسائل المُشار إليها في الفقرات السابقة.والوجيه جبر الكواري "ابو عبدالله" مشهود له بالكرم، ويعد من كبار الاعيان والوجهاء ليس في اسرته فقط بل في قطر بشكل خاص واهل الجزيرة العربية بشكل عام، وتربطه علاقات قديمة بغالبية اهل قطر منذ عقود ومنهم ابناء الاسرة الحاكمة في قطر من "آل ثاني" الكرام، كما انه من رجال الاعمال المعدودين على مستوى البلاد، فهو عضو في بعض مجالس الادارات مثل البنوك والشركات والمجمعات الاستثمارية والعقارية منذ فترة طويلة، وقد عاصر فترة اغلب حكام قطر منذ عهد الشيخ عبدالله بن جاسم آل ثاني وحتى الآن، وهو من سكان بلدة "فويرط" على الساحل الشمالي الشرقي لشبه جزيرة قطر، وقد سكن ايضا قرية "الجذيع" ويسكن كذلك — حتى وفاته — في " فريج ابن عمران" بمدينة الدوحة العاصمة منذ اكثر من 40 سنة.وقد عمل الفقيد في العديد من الوظائف واللجان داخل الدولة كوزارات البلدية والعمل والاشغال العامة وغيرها، وبجانب عمله كعضو في مجلس الشورى، عمل ايضا كعضو في "لجنة منح الجنسية القطرية" وهي من اللجان المهمة والحساسة في الدولة قبل 40 سنة تقريبا أو اكثر والتي كان يترأسها السيد علي بن نصر النصر، وعضوية: شاهين بن غانم بن سويد الغانم المعاضيد وثامر بن محمد العلي المعاضيد وعلي بن حسن بو مطوي المهندي وشخص اخر من الخيارين من بني هاجر. كما كان على علاقة قوية بشكل خاص مع سمو الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني أمير قطر الأسبق، وكذلك سعادة الشيخ خالد بن حمد آل ثاني وآل عبدالرحمن من آل ثاني، بجانب كبار اسرة (العطية) الكرام من أمثال الوجيه خالد بن عبدالله العطية — رحمه الله وغيره، وكان مرتبطا بالكثير من الاصدقاء والوجهاء ورجال الاعمال مثل: الشيخ ناصر بن خالد آل ثاني، وعبدالعزيز بن خالد الغانم المعاضيد، والشيخ علي بن سعود آل ثاني، وطالب الخوري، وعبدالله عبدالغني، وعلي بن خليفة الهتمي، وسليمان حيدر، وصالح بن مبارك الخليفي، ومساعد بن سالم المهندي، ومبارك الدليمي، وعلي بن يوسف الخاطر، وعلي جعفر، ومحمد بن يوسف الربيعة الكواري، وغانم بن سلطان الهديفي الكواري، وخليفة بن غانم الكبيسي، وناصر بن عبدالله السويدي، وعلي بن حسن الحسن المهندي، وناصر بن عبدالله الكعبي، وشريده بن سعد الكعبي، وجاسم بن محمد بن عجلان الكواري، وعلي بن صالح البن غيث، ومحمد بن ناصر بن حطاب الكعبي، وناصر بن عبدالله الحميدي وغيرهم الكثير من وجهاء واعيان القبائل القطرية الاخرى.ووالده هو المرحوم — بإذن الله تعالى — سلطان بن ناصر بن شاهين آل طوار الكواري المتوفى حوالي سنة 1992 م. وللفقيد (جبر) شقيق واحد من جهتي الأب والام هو (ناصر بن سلطان الكواري) الذي توفي في ريعان شبابه سنة 1978م عن عمر ناهز 40 سنة، وكان من خيرة ابناء الاسرة الكريمة على الاطلاق، واشتهر بالشهامة ومحبته بين الناس، وعرف بدماثة أخلاقه الرفيعة، كما تأصلت فيه القيم النبيلة (عليه رحمة الله). وللفقيد (جبر) ايضا بعض الاخوة غير الاشقاء منهم: (احمد وعيسى وعبدالله). وله عدد من الابناء منهم: عبدالله، ومحمد وجاسم وغانم وعبدالعزيز وسلطان وناصر، وكذلك (خالد بن جبر) الذي اصبح عضوا في المجلس البلدي المركزي لعدة سنوات ممثلا عن الدائرة السادسة (ابن عمران) منذ الدورة الانتخابية الثانية سنة 2003 م. وابرز اعمامه: الوجيه والشهم الكريم (عيسى بن ناصر بن شاهين آل طوار الكواري)، وكذلك الوجيه (خليفة بن ناصر بن شاهين آل طوار الكواري) رحمهما الله. وله ثلاث من الأخوات تزوجهن كل من: الشيخ عبدالرحمن بن حمد بن عبدالله آل ثاني شقيق الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر الأسبق، والوجيه علي بن عبدالله بن عبدالله العطية شقيق الزعيم محمد بن عبدالله العطية، والسيد سلطان بن ناصر بن عامر الحميدي.اما جده من جهة الاب فهو تاجر اللؤلؤ الشهير والمعروف على مستوى قطر ومنطقة الخليج الوجيه ناصر بن شاهين طوار الكواري الذي عاش في بلدة "فويرط" و"قرية عين سنان" في القرن التاسع عشر والمتوفي في بداية القرن العشرين الميلادي تقريبا ودفن في قرية "عين سنان"، وكان صاحب ثروة لا يستهان بها في تلك الفترة وحتى وفاته والذي عاصر مجتمع الغوص على اللؤلؤ خلال قرنين متتاليين وامتلك الكثير من السفن في مجالي "الغواصة، والطواشة مع تجارة اللؤلؤ"، كما كان يمتلك الكثير من الموالي والخدم بتلك الفترة، وكان زعيما من زعماء اسرته بتلك الحقبة منذ عهد حاكم قطر المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني آل ثاني، المتوفى سنة 1913 م وكانت تربطه به علاقة صداقة طويلة امتدت بعد ذلك إلى ابنه حاكم قطر من بعده الشيخ عبدالله بن جاسم آل ثاني المتوفى سنة 1957 م.ومن المواقف الطيبة التي اتذكرها عن الفقيد جبر بن سلطان أنه كان مضيافا واشتهر بكرمه الحاتمي، حتى عندما يكون في خارج قطر، فأثناء دراستي للماجستير والدكتوراة كنت اتردد عليه باستمرار في مدينة "لندن" البريطانية في فصل الصيف، وكان يصر دائما على تناول الغداء أو العشاء معه ومع ابنائه وضيوفه من أهل قطر الذين لا ينقطعون عنه اثناء تواجدهم معه هناك. كما تربطني بالفقيد (جبر) علاقة قديمة امتدت لعدة عقود، وهي علاقة مصاهرة قبل كل شيء، حيث انه متزوج من إحدى عمّاتي "أم خالد" كريمة جدّي سعيد بن احمد الكواري (رحمه الله)، ومتع الله "أم خالد" بلباس الصحة والعافية وأمد في عمرها، انه سميع مجيب.كلمة أخيرة:انَّ لِلهِ مَا أَخَذَ، وَلَهُ مَا أَعْطَى، وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّى. رحم الله فقيدنا الكبير "أبو عبدالله"، وأسكنه فسيح جناته، وألهم ذويه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.