16 سبتمبر 2025

تسجيل

العقبى لفلسطين

02 أبريل 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); غمرتني السعادة كغيري من ملايين العرب من المحيط إلى الخليج للتحالف العربي السياسي والعسكري في إطار عملية "عاصفة الحزم"، وقيام طائرات وقاذفات أكثر من عشر دول عربية بدك مواقع وتجمعات المتمردين الحوثيين في اليمن، وترجمة هذا التحالف لإنشاء قوة عسكرية عربية مشتركة مستقبلا "لمن يرغب "، وأعتقد أن الغالبية العربية تؤيد الخطوة، ومستعدة للمشاركة في قوة التدخل السريع هذه في إطار "معاهدة الدفاع العربي المشترك". وراء هذا الشعور بالفخر والارتياح سبب أساسي ورئيسي كبير، وآمل بأن تتبلور هذه الخطوة مستقبلا لما يستحق أن تتجمع لأجله القدرات العسكرية للنظام الرسمي العربي لتحرير الشعب الفلسطيني من الغزاة والمحتلين الصهاينة اليهود الذين هم وراء الحالة العربية الممزقة والكبرياء العربي المجروح. أحسب أن هذا الأمل "قوات التدخل السريع وتحرير فلسطين"، ومن أجل تحقيقه له حسابات مختلفة، ولكني أعدت الاعتقاد وما كنت أؤمن به وما زلت بأن تحرير فلسطين لا ولن يتم إلاّ بوحدة العرب، والعودة إلى الشعار الذي سيطر على الخطاب السياسي العربي في ستينيات القرن الماضي ويقول "الوحدة العربية الطريق لتحرير فلسطين"، وبقدراتهم العسكرية والاقتصادية والسياسية... وحدة الكلمة واستقلالية الإرادة والقرار بعد التوكل على الله "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل". يجب ألا ننسى في غمرة تسارع الأحداث وتشابكاتها أن الخطر الأوّل الذي يهدد أمتنا العربية ومستقبل أجيالها، هو الخطر الصهيوني الاحتلالي الاستيطاني العنصري البغيض لأرض فلسطين، الذي هو السبب في كل المصائب والضياع والتفرّق وحالة التيه، والصراع السياسي الذي أدى إلى مزيد من الضعف ومزيد من التفكك، وجريان الدم العربي في شوارع المدن والحواضر، وانعدام الاستقرار والأمن في معظم الأقطار العربية، فهو الذي أشعل بذور التطرف والعنف ونار الفتنة في كل ساحات الوطن العربي والإسلامي، لأن الاحتلال العدواني لفلسطين وانتهاك مقدسات المسلمين فيها، والتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني في أرضه المحتلة، لا يزال يمثل جرحاً دامياً في الخاصرة العربية، وطعنة سامة في الكرامة العربية.كان لافتاً، من تصريحات غالبية المسؤولين الفلسطينيين خلال الأسبوع المنصرم، أنهم يتمنّون إعادة إنتاج هذا الموقف العربي الموحد عسكريا وسياسيا لصالح فلسطين، وإعادة النظام العربي من جديد صوب فلسطين، وفي الحقيقة أن ما ينطبق على مواقف الفلسطينيين من "عاصفة الحزم، والقوة العربية المشتركة"، ينطبق بدرجة أو بأخرى على مواقف شعبية عربية عديدة، تريد من هذا التحالف العربي تحريرها من الاستبداد والطغيان وأنظمة القتل، كما في سوريا وليبيا والعراق.لقد شغل الاقتتال الداخلي وحروب القبائل والطوائف والمذاهب، النظام العربي الرسمي في كل أقطاره في السنوات الأخيرة، وباتوا من أشجع الفرسان في هذه الميادين، ولطالما كانوا كـ"النعّام" في حروبهم مع إسرائيل، فغابت قضية فلسطين عن الأولويات والاهتمام العربيين، وفقدوا البوصلة إلى فلسطين التي كانت وراء انبثاق جامعة الدول العربية في أربعينيات القرن المنصرم.أول البديهيات العربية أن الكيان الصهيوني الذي قام بقوة السلاح والظلم على أرض فلسطين وقتل أهلها وشردهم واستباح المحرمات وانتهك المقدسات، لا يزال مستمرا في عدوانه، وعلينا ألا ننسى أن اليهود الصهاينة، أعداء غرباء لصوص مجرمون يعملون على تغيير المعالم ويدمرون المقدسات ويستوطنون الأراضي، وألا ننسى أنه كان من الأولى ومنذ عقود مضت، الأولى حشد قوات عربية مشتركة لمحاربته، وهو يتلقى في ذلك دعما غير محدود من قبل الإدارات الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.. وأن كل الأعراف الدولية وقوانين الشرعية الدولية تؤكد الحق الفلسطيني وتدين الاحتلال والاغتصاب الإسرائيلي لفلسطين.إذن هي فرصة تاريخية بأن يعود النظام الرسمي العربي ليضع قضية محاربة الإرهاب إلى جانب مقاومة الإرهاب الصهيوني في فلسطين، وبالتالي إنهاء الاحتلال المستمر نحو سبعين عاما، وتجسيد "حل الدولتين"، بدولة فلسطينية قابلة للحياة.. وإلى الخميس المقبل..