14 سبتمبر 2025

تسجيل

ومن شمها مرض ومن أكلها مات

02 أبريل 2012

ظاهرة غريبة وعجيبة يقف الانسان العاقل أمامها متحيراً ويعجز عن تفسيرها أو يضع لها مبررات لعله يجد ما يذهب عنه هذه الحيرة والغرابة لتفسير هذه الظاهرة. فى المجالس والمنتديات وعلى صفحات الشبكة العنكبوتية والتواصل الاجتماعى الالكترونى وأصبح هذا ديدنهم — الاّ ما رحم الله — طعن وغيبة ونقد وهمز ولمز وغمز وازدراء والتشهير بهم، وتتبع عثراتهم ونشرها بين الناس والتنقص من شأنهم، واستهزاء وتطاول ودعاء عليهم وهجوم وتهم تلقى عليهم جزافاً على العلماء والدعاة. ولو كان من غير المسلمين أو من المتربصين لعرفنا مغزاه وفحواه، ولكن أن يكون من المنتسبين لهذا الدين الخالد ومن أبناء هذه الأمة وجميع فئاتها المجتمعية — الاّ ما رحم الله — انه لشيء مستغرب وعظيم، ولا يركب هذا المركب ولا يسلك هذا الطريق الاّ من كان فى قلبه مرض ونقص وحقد وحسد وتعاقد مع الشيطان وأركانه وأعوانه، وابتعد كل البعد عن منهج الأئمة الأعلام الأخيار من سلف هذه الأمة رحمهم الله ومن سار على خطاهم. قال الامام الحافظ ابن عساكر رحمه الله " اعلم يا أخى وفقنى الله واياك لمرضاته وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته، أن لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله فى هتك أستار منتقصيهم معلومة، وأن من أطلق لسانه فى العلماء بالثلب، ابتلاه الله عز وجل قبل موته بموت القلب ". وقد ورد أن رجلاً فى مصر كان يكره الامام الشافعى رحمه الله ويُكثر دائماً من اللمز والطعن فيه ويدعو عليه بالموت، قالوا: فمات بعد شهر من دعائه على الامام الشافعى رحمه الله. فليحذر الذين يأكلون وينهشون من لحوم العلماء الربانيين العاملين نحسبهم كذلك ولا نزكى على الله أحدا. واذا قيل لأحدهم اتقِ الله وتأدب مع العلماء أخذته العزة بالاثم ولا تتكلم عنهم واحترمهم وألزم حدودك صرخ فى وجهك ورفع صوته وعقيرته عليك كأنه منذر جيش وعدو قادم عليك. ولا حول ولا قوة الاّ بالله. ونسأل الله لنا ولهم الهداية والسير على هدى سلف هذه الأمة. ان مهمة العلماء والدعاة النصح والارشاد والاصلاح والدعوة وبيان الحق والصدع به والمدافعين عن قضايا الأمة والمجتمع بحكمة وعلى بصيرة فهم ورثة الأنبياء. قال الحافظ ابن عساكر رحمه الله مخاطباً رجلاً تجرأ على العلماء: " انما نحترمك ما احترمت الأئمة ". ولا خير فى قوم لا يعرفون ولا يعطون للعلماء مكانتهم وقدرهم وفضلهم وحقهم. وأخيراً... أكرم وأنعم بعلماء الأمة المخلصين والدعاة العاملين فلهم منا كل تقدير واحترام من الصغير والكبير، ومن الرجل والمرأة، لما يحملون ويبلغون دين الله عز وجل وميراث النبوة والعلم الشرعى الموصل لخيرى الدنيا والآخرة، قال الله تعالى (( شهد الله أنه لا اله الا هو والملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم )). وقال الله تعالى (( انما يخشى الله من عباده العلماء ))... فالله الحمد على هذه النعمة من التوقير والتقدير، بل ومن الجميع. " ومضة " قال امام أهل السنة والجماعة أحمد بن حنبل رحمه الله " لحوم العلماء مسمومة ومن شمها مرض، ومن أكلها مات ".