18 سبتمبر 2025

تسجيل

خطاب خالي الدسم!!!

02 أبريل 2011

تابعنا بفارغ الصبر خطاب الرئيس السوري بشار الأسد لأن المسؤولين السوريين ومن بينهم نائب الرئيس السيد فاروق الشرع وصفه بالهام وطلب منا أن نستمع إليه لأنه كما قال الشرع سيحمل أخباراً مهمة وسارة للجميع، وكذلك الدكتورة بثينة شعبان المستشارة الإعلامية والسياسية للرئيس الأسد. وانتظارنا لخطاب الأسد ليس لأنه رئيس الجمهورية العربية السورية المستهدفة من أعداء الأمة العربية فقط، وليس لأن الأسد يمثل هذا القُطر العربي الصامد حتى الآن أمام مخططات أعداء الأمة العربية فقط وليس لأن المرحلة التي تمر بها الأمة العربية من تغييرات وثورات فقط، وإنما لأن الرئيس بشار الأسد يمثل روح المقاومة العربية وتحتضن الشقيقة سوريا فصائل المقاومة التي هي أمل هذه الأمة التي لم تستسلم للعدو الصهيوني وتتخذ من دمشق مقراً لها بل إن دمشق كانت ومازالت الرئة التي تتنفس منها هذه المقاومة وهذا بحد ذاته يجعل من سوريا ومن قائدها رمزا لآمال وأحلام الأمة العربية في الخلاص من أعدائها المحتلين لفلسطين والعراق. لهذا كله ترقبنا بفارغ الصبر الخطاب المنتظر للرئيس بشار الأسد الذي لم نتوقع منه أن يعلن الحرب على العدو الصهيوني أو أن يقول لنا إن القيادة والريادة عادت إلى الأمة العربية عندما ثار الشعب العربي المصري وأطاح بالحليف الاستراتيجي للعدو الصهيوني حسني مبارك ومن قبله الحليف الآخر للإدارة الأمريكية والصهيونية الرئيس التونسي الهارب زين العابدين بن علي وأن الأمة العربية الآن في أتم حالتها من الاستعداد للحرب وتحرير الأرض العربية ولو أن مثل هذه الآمال هي التي يعلقها الشعب العربي على الشقيقة سوريا ويتمنى أن تأخذ دمشق دور المحرر والمنقذ بعد أن حررت الأمة العربية من المخطط الصهيوني-الأمريكي من الشرق الأوسط الجديد الذي بشرت به إدارة المجرم جورج بوش بعد احتلال العراق الشقيق وهذا الانتصار الذي حققته سوريا الشقيقة بإفشال هذا المخطط الذي كان يستهدفها ويستهدف الأمة العربية بتقسيم المقسم وتفتيت المفتت وبمساندة ودعم من المقاومة العراقية الباسلة والمقاومة الوطنية اللبنانية تم إفشال هذا المخطط الاستعماري الجديد وهذا الانتصار الذي حققته سوريا الشقيقة جعلها مستهدفة بأمنها واقتصادها واستقلالها مما يفرض علينا كشعب عربي أن نقف إلى جانب الشقيقة سوريا وندعم مواقفها المقاومة والمناضلة وأن نقاتل معها بالكلمة كإعلاميين. لهذا كله كنا نتوقع ونأمل أن تكون كلمة الرئيس الأسد قوة شعبية تضاف إلى قوتها السياسية وقوة جماهيرية تضاف إلى قوة جماهير سوريا التي هي القوة التي يستمد الأسد منها القوة وهي السند والداعم لأي قرار يتخذه الأسد أو تتخذه القيادة السورية لأن قوة الجماهير أمضى وأقوى سلاح يقاتل به الأسد ويقاتل به النظام السوري أعداءه وأعداء أمته العربية وأن الشعب السوري هو حامي أي قرار شجاع يتخذه الأسد أو تتخذه القيادة السورية. لكن خطاب الأسد جاء عكس ما كنا نتمنى فقد شعر الشعب السوري بخيبة أمل من ذلك الخطاب الذي لم يحمل سوى وعود سمعناها كثيراً وقد اعترف بذلك الرئيس الأسد نفسه عندما قال إن الإصلاحات التي يطالب بها الشعب قد أقرتها القيادة السورية منذ عام 2005 لكنها لم تر النور حسب اعترافه شخصيا وهنا نسأل ونتساءل ومن حقنا ذلك لأننا نعتبر سوريا هي قلب الأمة العربية وهي التي تمثل المقاومة والممانعة لماذا لم تترجم هذه الإصلاحات منذ عام 2005 وحتى الآن؟! إن هذه الإصلاحات هي التي تعطي للشعب السوري القوة وقوة هذا الشعب هي التي تعطي القوة للرئيس الأسد وللقيادة السورية وبدونها لن تكون هناك جبهة شعبية قوة تدعم الأسد أو القيادة السورية وإذا لم تتوافر مثل هذه الجبهة الشعبية القوية سرعان ما ينهار النظام وسرعان ما تتحطم الآمال. لقد كنا نتوقع أن يكون خطاب الأسد مهما ويترجم قرارات 2005 على أرض الواقع ويؤكد ما أشار إليه السيد فاروق الشرع بأنه سيكون خطابا مهما ويبعث الفرحة والأمل في نفوس الشعب السوري لكنه كان خطابا عاما وخالي من الدسم!!