15 سبتمبر 2025
تسجيلالمرأة نصف المجتمع بل وعماده, فهي من تلد وتربي الأجيال, وحين نقول المرأة فإننا نقصد الأنثى بجمالها ورقتها وحنانها و أيضا بكلامها, فهي حين تبدأ بالتحدث يصمت الجميع أمام حضرتها! كثيرا ما يُشَبِه الرجل المرأة بالراديو الذي ما إن تشغله حتى يبدأ بالثرثرة دون انقطاع, دون تردد أو فواصل, يقذف بكلماته الطويلة والقصيرة المزينة بالمحسنات والصور البديعية المميعة والملغومة, بطاريته لا تنفذ ولا يمكن إطفاؤه أبدا لأنه لا يمتلك زر الإلغاء! تغيير المكان هو الحل الوحيد للاستراحة من ضجيجه, هكذا يرى النصف الآخر من المجتمع المرأة! ولعلهم أفرطوا في القسوة عليها حين شبهوها بالمذياع, فعلم النفس دافع عن الأنثى من خلال أبحاثه ونظرياته التي أجراها على النساء والتي تؤكد أن تركيب دماغ المرأة الذي يحتوي على مادة البروتين FOXP2 تفوق30 بالمائة تواجدها في دماغ الرجل وحين تتلفظ المرأة ب20 الف كلمة يوميا يكون الرجل قد تلفظ ب7آلاف كلمة فقط. وسنشرح سبب هذا الفارق الشاسع بين ادم وحواء في الثرثرة! الأنثى مبرمجة على نقل المعلومات ثم تبادلها ثم تكرارها ثم بعد كل هذا إرسالها لتخزينها في الذاكرة عكس الذكر الذي يستقبل المعلومات ثم يخزنها مباشرة... هذا ما يفسر تعجب الرجل واندهاشه من لسان المرأة فيصفه بالعضلة الصغيرة العجيبة التي تفتقر إلى المكابح والتي مهما بلغت صلابة ادم أمامها إلا أنه لن يصمد أمام لسانها وثرثرتها! ولعل علم النفس قد اوضح لنا ايضا سبب ميل النساء للثرثرة اكثر من الرجال, فربط الامر بالشخصية فمثلا الشخصية النرجسية تزيد في صفوف الإناث أكثر من الذكور. ونجد أن المرأة ذات الشخصية النرجسية تكون فائقة السعادة لكونها تشكل محور الاهتمام فتسعى لجذب الانتباه بشتى الطرق وتسيطر على الجلسة التي وجدت فيها من خلال حديثها المستمر فتقدم آراءها حينا وتقدم النصيحة حينا اخر, المهم عندها ان الانظار شاخصة إليها وحدها. وهناك الشخصية المزاجية المتقلبة التي تتحكم فيها عواطفها فتغطي ذلك النقص الذي بداخلها بكثرة الكلام حتى تبدو لمن امامها واثقة النفس والخطى. ولدينا ايضا الشخصية الحساسة أو الشكاكة والتي تتحول لاحقا إلى شخصية ثرثارة تتقمص دور المحقق في المنزل فتطارد زوجها و اولادها بأسئلة كثيرة لانهاية لها, يرونها ثرثرة لامحل لها من الإعراب. رغم كل مانسب إلى حواء من اتهامات تبقى هي المتفوقة على الرجل لغويا حيث إن لها قابلية أسرع في تعلم اللغات عن الذكر وذلك بسبب تفوق الجهاز العصبي لديها ونضجه عند الاناث منذ لحظة ولادتهم كما أن المرأة أسرع في تكوين العلاقات الاجتماعية من الرجل ولاتبخل بالوقت والجهد في سبيل تكوين علاقة اجتماعية جديدة. وتبقى الثرثرة واحدة ولكنها تحمل اسبابا مختلفة يمكن ايجازها في حب الظهور وجذب الانتباه فالانثى تحب ان تكون متفردة في كل شيء, ولا يتبقى لنا إلا أن نقول.. كان الله في عونكم يامعشر الرجال!