17 سبتمبر 2025
تسجيللماذا لا يعمل أحدنا بجدية في أي عمل يقوم به، وتراه بدلاً من ذلك يجهد نفسه في التفكير لإيجاد الأعذار؟ الإجابة بكل وضوح كامنة في الآتي.. غياب الجدية في أداء العمل سببه ضعف أو غياب المتابعة ومن ثم العاقبة الصارمة، وهذان عاملان مهمان لشيوع ما يمكن أن نطلق عليها بثقافة الأعذار في أي موقع أو أي مكان.. وقد تقول: كيف؟ مبدئياً أنت لم تكن لتتكاسل في أداء عملك لولا معرفتك وخبرتك السابقة بأن الأمر ليس بتلك الأهمية لتجهد نفسك في أداء المطلوب أولاً!! ومن ثم ليست هناك متابعة دقيقة حتى تهتم به ثانياً، وأخيراً تدرك أنه ليست هناك جزاءات رادعة تخيفك من أي تكاسل بل حتى من مجرد التفكير فيه.. وكل ذلك يؤدي بالضرورة إلى التكاسل، وبدلاً من العمل بجدية وإخلاص وأمانة، تجد نفسك تفكر وتبذل الجهد في إيجاد الأعذار الملائمة لكل مناسبة. تقديم العذر أساساً هو نوع من الحماية الذاتية للشخص يقوم به حينما يجد حاجة إلى حماية نفسه من اللوم والتقريع والإهانة أو غيرها مما يمكن أن يلقاه حالما يعجز عن تقديم عمله بحسب ما طُلب منه وفي الوقت المحدد. والإنسان عادة لديه قدرة هائلة على صناعة الأعذار، ولو أن أحدنا استخدم تلك القدرة في إنجاز أعماله بدلاً من صناعة الأعذار لكانت الأمور غير ما نحن عليه الآن في كثير من مواقع العمل، أو كما أظن. إذن لا بد لك كمدير أو مسؤول، أن تتنبه إلى مشكلة الأعذار التي يقدمها الموظفون. ولكن، ولكي لا تكون فظاً غليظ القلب من البداية، لا مانع من قبول العذر الأول مع أهمية توجيه الموظف إلى عدم تكرار ذلك، وبالطبع لا بد أن يكون العذر معقولاً، وإن كان ليس مطلوباً منك أن تتأكد وتبحث عن صدق أو زيف العذر، فليس هذا من مهامك لأنك ستتعب في البحث والتحري، ولكن ابعث رسالة واضحة إلى أنك تقبل العذر ليس لقوة عذره، بل لأنك تعطيه الفرصة للمرة الثانية أن يجيد ويتقن عمله، وإلا فالنتيجة ستكون محسومة سلفاً. زبدة الكلام :تخلص أيها المدير من مشكلة الأعذار قبل أن تكون خارج الأسوار.