14 سبتمبر 2025

تسجيل

نظرية (1)

02 يناير 2016

1 – منذ طفولتي وأنا أعشق الفلسفة.2 – أعرف من هذا أنك إنسان متفلسف؟1 – لا.. أنت لم تفهم المقصود.. الفلسفة بمعناها الشمولي يختلف عن المعنى المتداول لديك. أنا إنسان متواضع، ولكن أحب الفلسفة.2 – وما دخلي أنا بما تحب أو تكره؟ أنا أكره الإنسان الذي يعتقد أنه أفضل من الآخرين. لقد خلقنا الله أسوياء. فلماذا لا نكون كذلك.1 – أوه.. من الواضح أنك لا تفهم ما أعني. أنا أتحدث عن الفلسفات، النظريات.. هل سمعت مثلاً بالنسبية؟2 – نعم.. بسيط.. من هو أبوك، جدك، وإلى أي الأسر، القبائل تنتمي.. ما الدين الذي تنتمي إليه.. معتقداتك.. هذا هو ما أعرفه.1 – يا سبحان الله.. كيف أشرح لك الأمر. أنت إذا لم تسمع بالنسبية.2 – وهل تستطيع أن تشرح لي الأمر. أقصد نظريتك؟1 – نظرية بسيطة. سوف أوجزها في سطور. النسبية. نسبة وتناسب.2 – لم أفهم.1 – على سبيل المثال في يوم الجمعة ذهبت إلى المسجد لأداء الصلاة، إلى هنا والأمر عادي. ولكن عندما وصلت إلى المنزل اكتشفت أن الحذاء أو النعال ليس لك. حذاء أو نعال جديد.2 – هل أنا أعمى.1 – يا أخي لا تقاطع النظرية. هناك أمران. هل سرقت الحذاء الجديد وبقصد. أم أنك أخطأت وحدث الأمر بشكل عفوي. الفرق واضح وجلي.. بين القصد والخطأ.2 – كيف؟1 – ها.. ها أنت بدأت تفهم.. إذا كنت قاصداً أن تستبدل حذاءك البالي بالجديد. حذاؤك المرصود في حكايات حذاء أبو القاسم الطنبوري. فأنت لص وحرامي. أما إذا كان بدون قصد.2 – فأنا رجل شريف. يا أخي.. وهل هذه كل الحكاية. والمسجد كما تعلم في صلاة الجمعة مليء والحمد لله بهذا الكم من المصلين. الآن قل لي كيف أتصرف أمام نظريتك. هل انشر إعلاناً في الصحف. أم ألجأ إلى الإذاعات. أم استأجر منادياً يصرخ في الحي.. "يا من لقي الضالة" هل أعلن مثلاً في لوحة الإعلانات في المسجد رقم هاتفي بجانب اسمي؟1 – بدأت أفهم.2 – سؤال.. هل صاحبك قد عرف أبعاد نظريته.. وهل سرق أحدهم حذاءه؟1 – لا تستعجل.. سوف تعرف كل شيء لاحقاً.