27 أكتوبر 2025
تسجيلعقلاء رزقهم الله بالمال الوفير ولكنهم يرفضون إهداره فيما لا يفيد، ويفضلون تقديمه للفقراء والمحتاجين عن إنفاقه على ملذاتهم وشهواتهم ومظاهر تفاخرهم به على الناس.كما ترجع هذه المظاهر إلى رغبة أصحابها في التفاخر والمباهاة والظهور كطبقة ثرية اعتقاداً بأن هذا يضفي على العائلة مزيداً من الوجاهة الاجتماعية والمكانة المرموقة، مما يجعل بعض الأسر تفكر في إقامة أعراسها بشكل جديد ومبتكر لم يسبقها إليه أحد من باب المنافسة على الظهور بمظهر أفضل من الآخرين، ووسط هذا الجو المليء بالمبالغات التافهة تظهر الأحقاد وتتولد الضغوط وينشأ العداء بين الأشخاص وبين الطبقات بعضها البعض.قال صاحبي: إن الإسلام يدعم كل سلوك اجتماعي أو إنساني يوثق العلاقات بين الناس ما لم يكن محرماً، ولا حرج في أن يكرم المسلم ضيوفه ويقيم الولائم للأصدقاء والأقارب والجيران، والإسلام لا يحرم المسلم من الاستمتاع الحلال بماله في حدود الاعتدال.ولكن الإنفاق الترفي وإهدار الأموال والخيرات في حفلات صاخبة هنا وهناك، وغير ذلك من مظاهر التبذير، والتبذير آفة اجتماعية خطيرة تبتعد بنا عن قيم وأخلاقيات الإسلام الذي يجب أن يلتزم الجميع بتعاليمه في كل أمور حياتهم، وأن يرشدوا نفقاتهم، حيث تؤكد النصوص الشرعية أن كل إنسان سيسأل عن ماله "من أين اكتسبه، وفيما أنفقه" فماذا سيقول هؤلاء لربهم عما أنفقوه على اللهو والعبث الذي تزخر به حفلاتهم؟ويرى صاحبي: أن السفه الإنفاقي لم يعد يقتصر على مجتمع دون آخر، حيث أصبح سمة عامة في معظم بلادنا العربية.ويقول صاحبي: هناك بعض الفقراء أو محدودي الدخل يستدينون لكي يقلدوا الأغنياء، وذلك نتيجة بعض المفاهيم والعادات الغريبة التي غزت عقولهم، حيث أصبح الكثيرون يلهثون وراء المظاهر والمباهاة والتفاخر تقليداً للآخرين.وبالله التوفيق.