18 سبتمبر 2025
تسجيلصباح الاثنين الماضي فجعت قطر بفقد احد رجالها المخلصين، العميد مسفر بن علي الأحبابي رحمه الله، الذي وافته المنية إثر أزمة قلبية. الذي كرس جل حياته في خدمة دينه ووطنه، وكان عيناً ساهرة على أمن الوطن والمواطن. عرفت فقيدنا وفقيد الوطن عن قرب، فقد كان اخاً وصديقاً للجميع. كان من النوع الذي يصل النهار بالليل، وكان يقدم مصلحة عمله على حياته الخاصة، فقد كانت ساعات العمل التي يقضيها في العمل اكثر من الساعات التي يمضيها مع اسرته وعائلته.عمل العميد بالشرطة منذ 1968 تقريباً، ويعتبر من اقدم موظفي وزارة الداخلية، حيث تخصص في مجال التحري والبحث الجنائي طول فترة عمله لحين توليه مسؤولية ادارة البحث الجنائي بوزارة الداخلية. اتصف رحمه الله بسعة الصدر وقوة الايمان والحرص على استتباب الامن لهذا الوطن المعطاء. عمل بقناعة صادقة وأخلاق رفيعة عبر مختلف المواقع والمسؤؤليات التي أوكلت إليه.بالرغم من ان شهادتي في هذا الرجل مجروحة كوني احد افراد وزارة الداخلية، فإني اشهد ان هذا الرجل قدم الكثير لهذا الوطن في مجال مكافحة الجريمة. فقد كان متفانياً الى درجة احساسه بأن كل جريمة ترتكب بحق الآخرين وكأنها ارتكبت بحقه، وكانت كل حادثة تقض مضجعه ويشمر للعمل على حلها، ولا نجده مرتاحاً الا حين يتم القبض على الجناة او تحل القضية التي كلف بها.واشهد ويشهد معي الكثيرون ان على يدي هذا الرجل — بعد توفيق الله — حلت الكثير من الجرائم والقضايا، وبسبب اصراره وتفانيه ومنهجيته في العمل بأسلوب الفريق الواحد تم ايداع الكثيرين من العابثين بأمن هذا الوطن خلف القضبان، حتى باتت قطر بفضل الله ثم جهود ادارة البحث الجنائي واحة للأمن والامان.اتقدم باسمي وباسم كل من عمل مع هذا الرجل بتعازينا ومواساتنا إلى كل أفراد عائلته، راجين من العلي القدير أن يتغمد روح الفقيد بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته وان يكون مقعده مع الشهداء والصديقين وأن يلهم اهله وذويه الصبر والسلوان، "إنا لله وإنا إليه راجعون"