13 سبتمبر 2025

تسجيل

لعبة الأيام

02 يناير 2013

 - ماذا تفعل في هذه الأيام؟ - لا شيء.. أشاهد التلفاز.. اقرأ.. آكل.. ولا جديد.. وأنت؟ - كما ترى. أحل الكلمات المتقاطعة. أسلّي نفسي. ولكني أواجه مشكلة عويصة. تصدر النصب والاحتيال قد وصل إلى هذا الأمر!! - كيف؟ - بعضهم يسرق جهد الآخر. بمعنى أنه يسرق الكلمات القديمة ويدرجها عبر مجلته أو جريدته. وإذا كان أميناً. فإنه يعيد الكرة عبر قديمه. - قديماً قيل "من كان له حيلة فليحتال". - وهذا رأيك، دعنا من هذا قل ماذا تفعل أيضاً. - اقلب في المحطات الفضائية, لعلي اصطاد محطة ما. تجلب السعادة إلى الذاكرة. - اما في هذا فقد صدقت.. دمار. ودماء لأبناء العمومة تسال.. واعتداءات تتكرر من الآخر. ونحن نعيش أو كأنما نعيش في كوكب آخر.. ماذا تسمي هذا؟ - بلادة.. من مشاهدة الإنسان العربي لصور البلادة. أصبح لا يشعر بأي شيء، تفجيرات، قتل، خراب، مدن تباح. هل فعل هولاكو بنا مثل ما يحدث الآن. - دع الخلق للخالق. هذه حال الدنيا، الجهاز السحري لا يحمل لنا سوى المزيد من الآلام. وكذلك الجرائد ونشرات الإذاعة. - لذا فأنا استمتع ببعض الوقت, أشاهد. مسلسلاً قديماً. ولكنه جديد بالنسبة لي حول سيرة الفنانة عفيفة اسكندر. تلك الفنانة الشهيرة التي ماتت قبل أسابيع قليلة معدمة لا تجد قوت يومها. لولا.. وأقول لولا مساعدة بعض أصحاب الأيادي البيضاء لماتت جوعاً. - قلت لك هذه حال الدنيا. عفيفة اسكندر نموذج عربي يتكرر في مصر والعراق وبلاد المغرب العربي وبلاد الشام. والخليج لديها نماذجها. - عفيفة اسكندر بتاريخها المرتبط بتاريخ الغناء في بلاد الرافدين أين الدولة منها. - ايه عدنا.. هذه نغمة ساذجة.. الدولة تتذكر مَنْ مِنَ الرعيل الأول. عشرات النماذج عشقت الفن والإبداع وساهمت.. ثم ماذا؟ - ولكن أمثال عفيفة اسكندر نماذج ساهمت بدور ما في الحراك الفني. - اسكت لا يسمعنا أحدهم فيقول من هي عفيفة اسكندر. أو عبدالوهاب أو محمد مندور أو طه حسين. أو العقاد أو أحمد شوقي أو عباس جميل.. إلخ. - معك حق. لكل زمان دولة ورجال. ولكن ما لفت نظري في سيرتها أنها صورة طبق الأصل لمعاناة جل الفنانين في بلاد المغرب والمشرق. كان حب الفن ممزوجاً بحياتهم. - وماذا استفادوا.. هل حصلوا على لقمة في أواخر حياتهم تسدّ الرمق؟ - لا. كان الارتباط بالإبداع وحب الفن عنواناً لحياتهم. وكان الثمن غالياً. وإلاّ ماذا نقول عن غياب ناصر صالح وصقر صالح ومحمد رشيد وعشرات الأسماء. هل نتذكر الآن ملحناً كان اسمه حسن علي مثلاً. المؤسف أن هذه حال الدنيا. - ولكن أنت ماذا تفعل الآن. - أتحسر على تلك الأيام. وأصمت.