29 سبتمبر 2025

تسجيل

فيروس الأفـكار وآثاره علينا

02 يناير 2013

معظم ما أصاب العالم هو بسبب الأفكار،إما أصولية أو حديثة،إما تقليدية أو ثورية،مسيحية أو يهودية أو بوذية أو إسلامية، وبسبب هذه الأفكار نتحارب، وتنتقل مثل الفيروسات ولكن من رأس إلى رأس، وفي أثرها ترى حطام التاريخ، والأفكار الأخيرة من أيدوليوجية إلى قومية إلى رأسمالية إلى شيوعية أو اشتراكية والآن هي الديمقراطية هو الفيروس الجديد، وكيفية التعامل معه هو الاستماع للمواطن والسماع له فعنده الشرعية وسيقتلعك إذا لم تجب مطالبه، وإذا لم يرض عما تقوم به من خطط استراتيجية أو رؤى تنموية فإنه سيطالب بالتوظيف وهو يطالب بالصحة ونظافة البيئة، والتحكم في التضخم، ويطالب بالحداثة بشكل لا يوتره ولا يستعجله ولكن بحركة دؤوبة، هكذا هو مرض العصر ومن لا يستجيب يلغى ومن لا يسمع يرمى في مزبلة التاريخ، ولا يمكن تلافيه أو تجنبه أو دفعه هو قادم، ومن لا يتعامل معه بحكمة وتواضع وإستجابة لا يضمن ردة فعل الجماهير الغاضبة التي تمتلك الصوت الأعلى ويجب الاستجابة لها،وأن يكون على حق أو على باطل ومن يحركه أو هو يتحرك بنفسه إما بسبب المؤثرات الخارجية أو لدوافع نفسية أو لمشاعر عميقة في تاريخه البعيد،لا أحد في الحقيقة يتحكم فيه ولكن الكل يطلب رضاه هو عصر الجماهير والمجاميع، وردود أفعاله وأساليب سلوكه وقدرته على التأثير على بعضها البعض وأحلامها وتوقعاتها،إنه خليط متفجر وصعب التحكم أو توقع الماهية التي سيكون عليها في أي موضوع، لا تحكمه الموضوعية فقط ولا يملك معايير الرد والرد المعاكس فقط بل المبادرة في أعلى أشكالها، وعادت ما تكون مبنية على التاريخ والعادات والتقاليد ولذلك لا يزال له صيغة ولكن التحولات والتغيرات في العصور الأخيرة تجعل من الصعب قراءة إمكانية الجزم بما يدور في خلد الجماهير اليوم، فالاقتصادي ورجل الأعمال ومن يسعى للتنمية، فالجمهور هو الحاضنة الحقيقية لأي مشروع تنموي، فما هي أدوات التنمية اللائقة اليوم وما مدى الاستقرار فعامل الغموض في القدرة على قراءة المستقبل واستشفاف ملامحه، تجعل من التخطيط والرؤى أمر محفوف بالمخاطر، وهذا من شأنه أن يبطئ من دوران عجلة الاقتصاد، فالأفكار قد تعرضت للاستعمار وللاستغلال وللديكتاتورية وللفساد،وحان الوقت لدراسة الشكل والمحتوى الفكري للمجاميع الصحيح فكيف نتواصل على المستوى العاطفي والفكري من خلال الأدوات العصرية مثل الفيس بوك وتويتر وما هو أثر النظريات والأفكار وما هي الأفكار الأكثر رسوخ في أذهان الجمهور وما سيكون المحرك الحقيقي في تحريك الناس في حال قامت السلطة بأمر ما حتى وأن كان أمر يسهل تفسيره على أن المقصود به حماية المواطن، فالمواطن يريد أن يسمع ويسأل عن كل شيء وليس هناك فرضية ترجح أنه راض لأنه ساكت وأن السكوت علامة الرضا، فإن كان مشاريع تنمية أو خطط استراتيجية أو نظام اقتصادي هو يريد أن يكون شريك فاعل ليس كما مضى، يقاد دون رأي وفي هذه الحالة يصبح المحرك الحقيقي داخل الفرد فهو مسؤول عن ما تم تطبيقه في حال تم إشراكه في اتخاذ القرار من خلال أما اختيار من ينوب عنه أو من تم تعينه على أساس الكفاءة،ومحاربة الفساد وتوفير فرص متساوية للفرد في المجتمع والمعاملة على أساس المواطنة، وإن كنا نحارب من أجل الأفكار التي سكنتنا وتستخدمنا من أجل أن نحارب من أجل بقائها ونسعى لتغلبها،ونعمل من أجل نقلها للآخرين لأننا نؤمن أن اقتناع الآخرين بأفكارنا ينقذهم من شرور أنفسهم، ولكن وعلى كل حال الواضح أنه وعندما نصاب بفيروس فكري لا يتردد الإنسان من بذل الغالي والنفيس من أجل أن يتم أن تحول النظم والبيئة لصيغه تتماشى والفكر الجديد، واليوم الفكر الجديد هو الديمقراطية والمواطنة وسلطة الشعب وشرعية المجاميع، ورفض الديكتاتورية والفساد والمحسوبية، وفصل السلطات من تشريعية وتنفيذية وقضائية وقد تجد الأمة أن إيجاد سلطة رابعة تراقب السلطات الثلاث ضرورة لأن النظم ثلاثية السلطات لا تكفي.